فشل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في محاولات التودّد لرئيس حزب القوات اللبنانية سعياً لجرّه إلى ما يُشبه طاولة حوار مسيحية تحت عباءة بكركي، استباقاً للاستحقاق الرئاسي، ما دفعه للانتقال من مرحلة الوسطية المقنّعة إلى أرضية الخصومة المطلقة مع جعجع.
أوساط مراقبة وضعت فشل محاولة باسيل في إطار تناقض المقاربة للملف الرئاسي بين كلّ من باسيل وجعجع، حيث يسعى الاول إلى تحويل المعركة الرئاسية لمعركة مسيحية تدافع عن مكاسب طائفية، بينما يرفض الثاني تقويض الاستحقاق الرئاسي ضمن حدود مذهبية، كونه يعتبر أنّ المعركة هي وطنية بإمتياز، وتقوم بين مشروعين لا ثالث لهما هو بناء الدولة أو تسليمها بالكامل لمشروع الدويلة.
وترى الاوساط في مقاربة باسيل فرصة وحيدة له للدخول كطرف مؤثّر في هذا الاستحقاق كون علاقاته مع كافّة المكوّنات اللبنانية يحكمها الاضطراب، بينما تلعب مقاربة جعجع في طبع الانتخابات الرئاسية ببعدٍ وطنيّ، دور الالتفاف على مكامن قوّة حزب الله، الذي يقوى كلّ ما استحكمت حسابات الطوائف على علاقة اللبنانيين.