بعدما ساهمت الانتخابات النيابية الاخيرة بمزيد من “الخربطة ” في العلاقات السياسية بين جميع الافرقاء، حيث غابت التحالفات لدى الاكثرية، لتحّل مكانها الخلافات ومحاولات إقفال بعض البيوتات السياسية، وإسقاط البعض بالضربة الانتخابية القاضية، فغابت شخصيات وظهرت اخرى في الندوة البرلمانية، لكن شيئاً لم يتغير او على الاقل اوحى بالتغيير كما إعتقد كثيرون، الامر الذي اعاد العلاقات نوعاً ما الى بعض الاحزاب والتيارات، بالتزامن مع الاستحقاقات المرتقبة، وخصوصاً الملف الرئاسي، لذا عملت الوساطات على خطوط بعض السياسيين، لإعادة التواصل بين المتخاصمين، فنجحت ببعضها ورسبت ببعضها الاخر، كما دخلت قضايا هامة على الخط، لتعيد التباين من جديد في اوساط بعض الاحزاب، وابرز تلك القضايا ملف المطران موسى الحاج، الذي ادى الانقسام في المواقف حياله الى إعادة التوتر بين الحلفاء الجدد، او المتأرجحين في علاقتهم السياسية، اي” القوات اللبنانية” والحزب “التقدمي الاشتراكي”، حيث يشهد الحزبان توتراً في العلاقة، وسط معلومات بأنّ ايجابية ما قد تتحقق الاسبوع المقبل، من خلال زيارة وفد اشتراكي الى معراب.
كما لم تنجح وساطات جهدت الى إعادة العلاقة الى سابق عهدها بين رئيس” التيار الوطني الحر” جبران باسيل ورئيس تيار “المردة ” سليمان فرنجية، على الرغم من دخول حارة حريك على الخط، لكن المنصب الرئاسي يقف بالمرصاد امام المرشحين باسيل وفرنجية، ما يستبعد حصول اي توافق مرتقب، وبالتالي فموقف رئيس” التيار” واضح وهو قالها بالفم الملآن ونقطة على السطر، لماذا أدعم فرنجية واصوّت له ؟، مما يعني انّ الاتفاق على إسم الرئيس داخلياً سيبقى صعب المنال.
الى ذلك يبقى هذا الملف عالقاً ومحتاجاً الى تفاهم بين مختلف الافرقاء السياسيين، للوصول الى اتفاق على إسم الرئيس المرتقب، وفي هذا السياق يتردّد في الكواليس الرئاسية بأنّ العمل الجديّ سيبدأ مطلع ايلول، بحيث ستعقد لقاءات جديّة بعيدة عن الاعلام بين الحلفاء، للتنسيق بكيفية التعاطي مع هذا الاستحقاق في الشهرين المقبلين،لتوحيد الموقف في هذا الاطار، لكن هذا الامر يلاقي صعوبة، لانّ فريقيّ النزاع يصعب عليهما ترشيح اي شخصية تصّب في خانتهما، لانها ستُرفض داخلياً وخارجياً، لذا سينتظر الطرفان إسم الرئيس مع الضوء الاخضر الخارجي، على ان يكون وفق المعلومات صناعة لبنانية لكن بأنامل فرنسية، وبالتالي فاللقاءات التي ستعقد لاحقاً وُضعت في هذه الاجواء، مع بدء مرجعية سياسية بارزة منذ فترة، بالاجتماع مع بعض الاسماء المطروحة للرئاسة، لدراسة ملفهم وسيرتهم الذاتية ومعرفة مواقفهم من اغلبية القضايا اللبنانية.