حان الوقت لهز عصا بكركي يا سيّدنا الراعي...

Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2017-09-30 21:24:37Z |  | W

لطالما كان لبكركي الدور الاكبر في الحفاظ على لبنان ككيان ووجود، وفي إتخاذ القرارات في الامور المصيرية، لذا رافقتها عبارة " مجد لبنان اعطي لبكركي"، العبارة الشهيرة التي يرددّها المسيحيون في لبنان منذ عقود، مع العديد من المـفكرين ورجال السياسة، خلال حديثهم عن الظروف التاريخـية التي أدت الى ولادة لبنان الكبير في العام1920، نتيجة جهود البطريرك الياس الحويك الذي لعب دوراً بارزاً في استقلال لبنان، فإستطاع توحيد اللبنانيين على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم تحت شعار الحرية والســيادة للوطن"، فنال تفويضاً من اللبنانيين جميعاً ليطالب بالإستقلال خلال مؤتمر "فرساي" حيث نجح في مسعاه، فعاد محققاً طموحات اللبنانيين في الأول من أيلول العام 1920.

المشهد كان مشابهاً نوعاً ما في شباط من العام 2005 حين قاد البطريرك نصرالله صفير معنوياً الاستقلال الثاني، جامعاً مختلف الطوائف اللبنانية على أثر إستشهاد الرئيس رفيق الحريري، فتوحّد اكثر من نصف الشعب اللبناني على المطالب وعلى خروج الجيش السوري، فكان الثمن إغتيالات مسؤولين سياديين من فريق 14 آذار الذي انتج ثورة الارز.

اليوم إختلف الوضع من كل جوانبه، اذ لم تعد شعارات الحرية والسيادة والاستقلال تجمع اللبنانيين المنقسمين سياسياً الى ابعد الحدود، فمحاولات توحيدهم باءت كلها بالفشل، ولم تعد تنفع وساطات الداخل والخارج، والمشهد مماثل على الخط المسيحي السياسي، فالانقسام كبير في ظروف حساسة ودقيقة وخطرة للغاية، ولا موقف موحّداً بعد، والتعليمات والمواقف تأتي من هنا وهناك، والاكثرية تطالب برئيس وسطي لإكمال المسيرة الفاشلة، في حين ان الوضع يتطلب رئيساً إنقاذياً قادراً على قلب الوضع رأساً على عقب، لاننا في قعر الهاوية ولا يوجد من ينتشلنا، فالكيل طفح والإستياء عارم جداً، ما يستدعي اجتماعاً مسيحياً طارئاً لوضع الجميع امام مسؤولياتهم ، من خلال التواصل ووضع النقاط على الحروف، تحت عنوان واحد هو " إنقاذ لبنان"، لان الجمهورية في خطر كبير ، لذا على سيّدنا الراعي ان يهّز العصا، وان يكون لقاء بكركي نداءَ لمواجهة كل ما يهدد الكيان اللبناني، من خلال الاتفاق على إسم للمركز المسيحي الاول قادر على إنقاذ لبنان، وان يُفرض كإسم مسيحي من بكركي ،على غرار ما يجري كل اربع سنوات مع إنتخاب رئيس للمجلس النيابي، وما تتفق عليه كل طائفة حين يتعلق الامر بمنصب يخصها، بحيث يُعيّن دائماً الحزبيون، والى ما هنالك والقصص معروفة في هذا الاطار.

لذا نأمل من البطريرك إتخاذ خطوات جريئة في اقرب وقت ممكن، لجمع القادة المسيحيين بالقوة، فحامل صولجان هذا الصرح الكبير له الحق بإتخاذ قرارات مصيرية، تعيد الحق الى المسيحيين، قبل ان يصبح هذا الحق في دهاليز النسيان، لان مصير المنصب المسيحي الوحيد سائر على خط الهاوية، وهنالك خوف من فقدانه بأيدي المسيحيين...

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: