بدا واضحاً خلال الساعات الأخيرة إرباك السلطة في مقاربة مستجدات ملف الترسيم البحري مع إسرائيل وتكتمها عن كشف الطروحات الجديدة التي حملها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين خلال زيارته بيروت نهاية الأٍسبوع الفائت، سيّما وأنّ المعطيات الموثوق بها ، تفيد بأنّ الاقتراح الذي وضعه هوكشتاين على طاولة البحث مع المسؤولين يؤسس لاتفاق ترسيم "برمائي" كما وصفته مصادر واسعة الاطلاع، بمعنى أن "الخط المطروح ينطلق من رأس الناقورة عند نقطة B1 البرّية ليشق طريقه نحو البحر بالاستناد إلى "خط العوامات" المعروف بالخط الأزرق البحري، وعلى هذا الأساس تسلّم لبنان الرسمي إحداثيات خريطة العوامات البحرية من الوسيط الأميركي الذي بات راهناً ينتظر الجواب اللبناني عليها".
ونقلت المصادر أنّ "هوكشتاين كان قد فاتح الرؤساء الثلاثة بهذا الاقتراح، فطلب منه رئيس الجمهورية تزويد لبنان بإحداثيات العوامات المطروحة لدراستها وتحديد الموقف منها"، لافتةً إلى أنّ "إسرائيل بادرت بذلك إلى الرد على الطرح اللبناني المتمسك باعتماد الخط 23 البحري لحدود لبنان البحرية مع كامل حقل قانا ضمناً، بتقديم طرح اعتماد "خط العوامات" بحجة أنه يجنّب دخول الترسيم البحري في خطوط متعرجة لضم حقل قانا إلى الحدود اللبنانية".
وإذ أعربت عن قناعتها بأنّ "الجواب اللبناني الرسمي سيرفض هذا الطرح وسيبقى متمسكاً بـ"الخط 23 + حقل قانا"، باعتباره أقصى ما يمكن لبنان القبول به من تنازلات في عملية الترسيم البحري"، أشارت المصادر أنّ "الإسرائيليين يسعون إلى رهن قبولهم بالتنازل في منطقة الحدود البحرية بتقديم لبنان تنازلات في منطقة الحدود البرية، لا سيما وأنّ الطرح المستجد سيؤدي في حال اعتماده إلى نسف كل نقاط التحفظ اللبناني على طول الخط الأزرق بشكل سيغيّر معالم الحدود اللبنانية براً وبحراً، ويعيد لبنان إلى نقاط ترسيم بحرية هي أقرب إلى ما كان يُعرف بـ"خط هوف" الذي جرى طرحه ورفضه في المرحلة السابقة"، مرجحةً في ضوء ذلك أنّ يكون الموقف اللبناني رداً على الطرح الجديد "إعادة التأكيد على ضرورة الإسراع بالعودة إلى طاولة المفاوضات غير المباشرة في الناقورة بوساطة أميركية ورعاية أممية لاستكمال عملية التفاوض من حيث انتهت في جولتها الأخيرة".
وأكدت مصادر سياسية مطلعة لـ"اللواء" أن الأحداثيات المتصلة بالخط الأزرق البحري والتي أرسلها الوسيط الأميركي إلى نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب يدقق بها الفريق التقني ويدرس مطابقتها مع الخرائط التي يملكها ، كاشفة أن ما تتم المطالبة به هو المساحة الصغيرة من أجل أن تكون منطقة بحرية آمنة بين لبنان وإسرائيل منعا لأي تعديات أو إشكالات.وأشارت إلى أنه في حال كان لبنان موافقا بتم إبلاغ الأميركيين بذلك .
وأكدت أن هوكشتاين لم بات على ذكر موضوع الرعاية الدولية لكن من ضمن الأمور التي قامت الطروحات بشأنها ولكن لم تحسم أو تحدد أن القوة البحرية التابعة للأمم المتحدة تتولى الإسراف على تطبيق الاتفاق بين لبنان وإسرائيل وهناك كما معلوم قوة لليونيفيل تقوم بمهام مراقبة السفن وغير ذلك يمكن أن يصار إلى توسيع مهمتها أو زيادتها لجهة مراقبة الحدود البحرية.
وقالت إنها مجرد فكرة خصوصا بعد الكلام عن الجهة الضامنة ، والسؤال الذي برز هو عمن يضمن الاتفاف عمليا ، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تضمنه سياسيا في حال أبرم الاتفاق لكن يبقى السؤال من يضمنه ميدانيا، مكررا القول أنه مجرد طرح ليس إلا وليس من ضمن آلية التفاوض مع الأميركيين حتى الساعة.
وأعادت القول أن هوكشتاين لم يطرح الأمر.وتوقفت مصادر سياسية عبر "البناء" عند مضمون الطروحات التي قدمها الوسيط الأميركي التي تعكس المزيد من المناورة وتضييع الوقت لتعطيل أي خطوة عسكرية قد يلجأ اليها حزب الله في الشهر الحالي أو الذي يليه بالتوازي مع إيقاع الشرخ والخلاف بين المقاومة والدولة لكشف ظهر المقاومة وتحييدها عن المشهد.دعت أوساط مواكبة للملف لـ»البناء» الى عدم المبالغة بالتفاؤل ولا الإفراط بالتشاؤم، مشدّدة على وجود تقدم بطيء في المفاوضات خلال الزيارة الأخيرة لهوكشتاين، لكنها فضلت انتظار أسبوع على الأقل لتبيان الخيط الأبيض من الأسود وظهور الاتجاهات الحقيقية للأميركيين. كاشفة عن اتصالات قريبة بين الوسيط الأميركي وبين المسؤولين اللبنانيين المعنيين بالملف لمتابعة موضوع ترسيم الحدود البرية وخط العوامات الذي يطلبه الاحتلال الإسرائيلي، كما نقل هوكشتاين.ووفق ما يقول الخبراء العسكريون ومسؤولون سابقون عن ملف التفاوض مع العدو الإسرائيلي لـ"البناء" فإن إسرائيل تحاول تحقيق الحد الأقصى من المكاسب السياسية والأمنية والاقتصادية قبل توقيع أي اتفاق لترسيم الحدود، وذلك عبر الاستفادة من جزء من حقل قانا مالياً إن لم تستطع ذلك نفطياً وغازياً وتحقيق انجاز داخلي على أنها فرضت على لبنان شروطها بأي اتفاق ولجمت حزب الله عسكرياً، وانتزعت ضمانات أمنية تتعلق بالخط البحري او ما يطلق عليه مصطلح خط «العوامات البحرية»، وتحاول «إسرائيل» تحويل المنطقة البحرية الفاصلة بين خط العوامات والخط 23 منطقة عازلة تحت وصاية ومراقبة القوات الدولية (اليونيفيل) لتكون درعاً لأمنها، وذلك لكي لا ينكشف شاطئ فلسطين المحتلة وتستفيد منه المقاومة بعمليات ميدانية وأمنية. ويحذر الخبراء من تضييع الوقت بمحاولة إغراء لبنان بترسيم الحدود البرية لاستعادة أرضه المحتلة لا سيما مزارع شبعا