لم ولن ينطفئ حلم حامل الوعد والقضية، سنوات مرت كاللحظات وبشير ما زال هنا... فتحَول الى أسطورة خالدة ستبقى على مرّ الاجيال .
لبنان " 10452 كيلومتر مربّع "، شعار الرئيس الشهيد بشير الجميّل، والحلم الذي لم يتحقق، والامل الذي خسره اللبنانيون، بعد ان لمسوا لمدة واحد وعشرين يوماً فقط، صورة لبنان المستقبل الذي كان يحلم به بشير.
اللبنانيون من بعده فقدوا حلم الدولة، لان اغتياله لم يكن فقط لزعيم أو لرئيس جمهورية، بل لمشروع دولة جلس على عرشها لأيام، فجعلها حقيقة، فكيف سننسى ذلك الحلم؟ او تلك الثورة المتمردة على التسويات؟.
بشير ناضل بمنطق الدولة التي لا تساوم على الكرامة والسيادة، وتصدى لآفة لا يزال لبنان يعاني من وطأتها، وهي الولاء السياسي للخارج، فوّجه رسالة الى الفاسدين قائلاً:" لا مكان لكم في لبناني الخاص بي".
في هذا الاطار يقول القائد السابق للقوات اللبنانية الدكتور فؤاد ابو ناضر خلال حديث لموقع LebTalks:" لا شك بأنّ الرئيس بشير الجميّل سجّل إنتصاراً بعد مرور كل تلك السنوات على إستشهاده، لانّ قاتليه خسروا ايضاً، بعد ظهور ستين الف رفيق لبشير يكملون مسيرته ومشروعه، فأكثرية الشباب يؤكدون لو كان بشير حيّاً لكنا في دولة مغايرة، فيها القانون والاستقرار وكل متطلبات العيش، وخصوصاً ادناها اي الكهرباء والمياه"، مشيراً الى انه يسمع هذا الكلام دائماً من لبنانيين مسلمين اكثر من المسيحيين، يتصلون به ليؤكدوا مدى تعطشهم الى الدولة التي حلم بها بشير، وعمل على تحقيقها بهدف إنقاذ لبنان، وتحقيق المساواة بين كل اللبنانيين.وتابع ابو ناضر:" بشير لربما هو الشخص الوحيد، الذي يدور الكلام حوله في مماته كما في حياته، ولغاية اليوم وعلى الرغم من مرور اربعين عاماً على إستشهاده، فقد كان قارئاً جيداً لمستقبل لبنان اذ تحقق كل ما قاله وحذر منه".
ورداً على سؤال حول رأيه بصفة الرئيس القوي التي تنطبق على بشير اولاً، فهل تنطبق على غيره؟، إعتبر بأنّ الظروف السياسية التي رافقت إنتخاب بشير رئيساً للجمهورية، مغايرة عن الظروف الحالية التي يمّر بها لبنان، وبالتالي لا احد يستطيع تعبئة مكان بشير لانه ظاهرة إستثنائية، ورأى ابو ناضر بأنّ اتفاق الطائف قلّص من صلاحيات الرئيس، لذا لا يستطيع ان يحمل هذه الصفة منذ توقيع الطائف، لكن وتبعاً لأي نظام جديد سيستطيع تطبيقها، خصوصاً اذا حوى هذا النظام دولة القانون والمؤسسات، وحينها سيشعر كل مواطن لبناني بالإطمئنان، ولن يخاف من الآخر الذي يشاركه الوطن.
وعن رؤيته للمشهد اللبناني فيما لو كان بشير حيّاً اليوم، أجاب:" بالتأكيد كان لدينا جمهورية جديدة مبينة على الصدق والاخلاص ونظافة الكف، فهذا هو بشير... الصادق والنظيف، وهنا لا بدّ من التذكير بأنه طلب منا فور دخولنا العمل العسكري معه، ان نوقّع على مستند يحمل عنوان " من أين لك هذا" وهذا ما حصل بالفعل، لقد كان مقتنعاً بأفكاره ويعمل على تطبيقها، ولذا جذب الناس اليه من خلال قناعتهم به.وحول إمكانية ان نشهد بشيراً اخر، ختم ابو ناضر:" لا احد قادر على تعبئة مكانه، لكن نأمل وصول رئيس يتحلى بنظافة الكف، وقادر على كسب ثقة الناس، ولديه خارطة طريق لمستقبل لبنان".