يفرض اتفاق الطائف نجوميته في هذه المرحلة ولا سيما من خلال إعطائه مساحة واسعة ليس على مستوى الداخل اللبناني فحسب، ولكن على المستويين العربي والغربي نظراً لأهميته وفي ظل الحديث المتنامي حول مؤتمر تأسيسي واصلاحات وعقد اجتماعي وسوى ذلك من “الفزلكات” التي لا تجلب الا الحروب والفوضى والانقسام في هذه المرحلة المفصلية التي يمر بها لبنان.
من هذا المنطلق، عُلم أن التحضيرات لاحتفالية الطائف في قصر الأونيسكو في الذكرى الثالثة والثلاثين لإقراره وبدعوة من سفير خادم الحرمين الشريفين في لبنان الدكتور وليد بخاري، اذ ينقل بأن كلمته في هذه المناسبة ستكون مفصلية وبمثابة خارطة طريق أكان على صعيد تحصين الطائف، أو ربطاً بعلاقة المملكة العربية السعودية مع لبنان، والاستحقاقات الداهمة وفي طليعتها الانتخابات الرئاسية، وبمعنى أوضح أن كلمة البخاري وفي هذا التوقيت بالذات تحمل أكثر من دلالة ورسالة خصوصاً في سياق تنامي الدور السعودي وبفعل التنسيق بين الرياض وباريس، وحيث يتابع السفير بخاري هذه المسألة ما يدل على أن السعودية ناخب أساسي في لبنان رئاسياً وسياسياً وعلى مستوى الدعم التي تقدمه من خلال الصندوق الفرنسي – السعودي، وحيث كان للبخاري دور بارز في هذا الاطار خلال زيارته الخاطفة الأخيرة للعاصمة الفرنسية.