حين توفي الشاعر والمفكر موريس عواد في 9/12/2018 ، قرّر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون منحه وساماً، إلا ان العائلة إعتذرت من ممثل الرئيس عن عدم تقبل الوسام عملاً بوصية الراحل والاصح عملاً بمبادئ الراحل وهو الزاهد بمجد أهل الارض والتزاماً بمواقفه الوطنية ونضاله في سبيل لبنان الذي يتفنن مانحو الاوسمة بتشويه هويته.
اليوم يعيب كثر الاستسهال في منح الاوسمة من قبل العماد ميشال عون في نهاية عهده والاسفاف في مستوى الشخصيات المختارة بعيداً عن معيار ما قدموه للبنان بل وفق معيار اساسي علاقتهم بعون وتياره مما افقد من القيمة المعنوية والوطنية لهذه الاوسمة. فيما العيب الأكبر ليس على عون وفريقه الذين لطالما عكس مسارهم هذا الجشع في إستغلال النفوذ والسلطة بل على بعض الشخصيات التي إرتضت أن تنال أوسمة وبعضها كان خاض الانتخابات النيابية الاخيرة مدعياً انه طليعي في ثورة “17 تشرين”.
للاسف لم نجد بين جحافل المكرمين من لديه بعضاً من فائض عنفوان وزهد موريس عواد وصدق ولائه للوطن ووفاء لالتزاماته وقناعاته.
للأسف كثر وقعوا في تجربة مجد باطل وإرتضوا التكريم ممن كان شريكاً أساسياً في إيصال اللبنانيين الى الجحيم.
للأسف إنه “الزمن البائس” الذي إستشرفه البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير، إنه زمن القحط حيث نعيش ندرة وربما حتى تصحّراً في وجود رجالات من خامة موريس عواد لا يرفع من قدرهم التكريم ولا تغريهم الاوسمة خصوصاً متى أتت على يد من سيسجل التاريخ أن عهده وصمة إنهيار يفوق العار وشاهد على فاجعة “النيترات” وذاك الانفجار.