تكثر الكتابات والتصريحات المتناقضة التي تهاجم تارةً وتدافع طوراً عن هذا السياسي أو ذاك، حيث تنهمر التّهم والاشادات وتعداد الاخفاقات والانجازات، ولكن يبقى للتاريخ بعض الاحداث التي تُشكّل علامة فارقة تُظهر دون أدنى شك معدن الافراد وطبيعة النهوج والسياسات لديهم.
يوم الاحد في ٢٣ أيلول ٢٠١٨، في تمام الساعة ١٢:٣٠ ظهراً، كان الموعد المحدّد لانطلاق الرحلة رقم ٣٠٥ عبر طائرة شركة الميدل ايست من بيروت إلى القاهرة، وبعد أن بات جميع الرّكاب في أماكنهم، سمعوا نداءً عاجلاً يطلب منهم النزول من الطائرة ومغادرتها فوراً مع كلّ حاجياتهم بعد تدخّل مباشر من الرئيس ميشال عون.
تدخّل عون لم ينجم عن امتلاكه معلومات عن حدث أمني أو تهديد معيّن، بل بغية استخدام الرحلة نفسها والطائرة نفسها لينتقل فيها مع الوفد الرئاسي الضخم إلى نيويورك.
فماذا يُنتظر من رئيس يُنزل شعبه من طائرة ليستقلّها بنفسه، غير آبهٍ بأدنى الاخلاقيات التي تُوجب عليه توخّي ما قد يتعرّض له المسافرين من تعثّر في انتظام مواعيدهم المهنية والحياتية؟