اتفاق القاهرة… 53 عاماً ولم نتعلّم من دروس الماضي القريب!

81754Image1-1180x677_d-640x367

3 تشرين الثاني 1969، 53 عاماً على توقيع اتفاق القاهرة، وبعد كل هذه السنوات لا تزال المشكلة قائمة مع سبل التعاطي الخاطئ معها، فما بين العمل الفدائي ضد اسرائيل والمقاومة ضدها، القصّة تكاد تتشابه في الكثير من أوجهها.

اذ وفي الستينات بدأ يبرز ضعف الدولة اللبنانية، من خلال تعامل المنظمات الفلسطينية اللاجئة في لبنان والأحزاب اليسارية اللبنانية، مع منطقة باب التبانة في مدينة طرابلس كخزان للعمل الحزبي، فعملت على تجنيد عدد كبير من شبانها وشجعتهم على حمل السلاح، تحت شعارات وعناوين مختلفة. فعاشت طرابلس تداعياتها بدءاً من العام 1969 توازياً مع العمليّة العسكريّة التي شنتها حركة “فتح” في شمال لبنان، اوإتخاذ مجموعة عسكريّة من التبانة ممّراً لها لاحتلال القلعة في طرابلس والتحصن فيها. بعدها قامت مجموعة تحت إسم “دولة المطلوبين” بالسيطرة على المنطقة الممتدة من القبة وصولاً الى الأسواق الداخلية في المدينة.بعد هذه الأحداث تدخّل الرئيس المصري جمال عبد الناصر، لإيجاد حل ما بين الدولة اللبنانيّة ومنظمة التحرير الفلسطينيّة، من خلال مفاوضات جرت في القاهرة، حضرها ياسر عرفات من الجهة الفلسطينيّة، وقائد الجيش اميل البستاني من الجهة اللبنانيّة، فأنتجت المفاوضات اتفاقاً سمي بـ”اتفاق القاهرة” بهدف تنظيم العلاقة اللبنانية – الفلسطينيّة، والسماح لمنظمة التحرير بإنشاء قواعد عسكرية في جنوب لبنان، وبممارسة العمل السياسي داخل المخيمات وإخلائها من قبل القوى الشرعيّة اللبنانيّة، وقد كلّف القيادي في منظمة التحرير سعيد السبع، الاشراف على تطبيق الاتفاق في منطقة الشمال، وتسليم كل الأسلحة المصادرة من قبل الفدائيين، خلال إغارتهم على المراكز وتحرير العناصر الأمنية في “ثكنة القبّة” في طرابلس، كما تضمّن الإتفاق انسحاب المجموعات المسلحة من القلعة الأثريّة في طرابلس وإغلاق قاعدة “جيرون العسكرية” في منطقة سير الضنية.

بعد كل هذا عاد ووقّع الرّئيس امين الجميّل في حزيران 1987 على قانون يلغي اتفاق القاهرة مع منظمة التحرير الفلسطينية.

الى ذلك تبدو أوجه الشبه عديدة بين الماضي والحاضر ، فالقصّة مشتركة لسلاح ادعى مقاومة اسرائيل، وأدار فوّهته إلى الداخل اللبناني، وأراد انشاء دويلته على حساب الدولة اللبنانيّة، فما بين “فتح لاند” الوطن البديل ودويلة “حزب الله” تشابه كبير.

والاخطر من كل ذلك أننا لم نتعلّم من “اتفاق القاهرة” الذي عدنا وألغيناه لأنه أول مَن مسّ بسيادة الدولة اللبنانيّة، وهيبتها وسيطرتها على كامل أراضيها، فنحن نعيد الكرّة اليوم بالكلام عن استراتيجيّة دفاعيّة، أي تنظيم وتشريع بشكل أو بآخر لسلاح غير شرعي بحوزة “حزب الله” بدلاً من تطبيق الدستور، الذي نصّ على حل جميع الميليشيات المسلّحة وتسليم سلاحها للدولة.فهل نعي اليوم المخاطر التي تواجهنا جراء تعاملنا المشابه مع المشكلة؟، هل نسينا أن هذا الإتفاق كلّفنا حرباً شعواء من أجل الإطاحة بمشروع الوطن البديل؟ لذا وإنطلاقاً مما ذكرنا يمكن القول بأنّ لحظة توقيع اتّفاق القاهرة أوصلت لبنان الى الانفجار الكبير في العام 1975، الامر الذي ادى الى تفكك أوصال الدولة، الذي يتجدّد كل عشر سنوات، اي انّ كل التراكمات القديمة – الجديدة قضت على لبنان، ولم نتعظ بعد!!

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: