لم يكن الإشكال الأخير الذي حصل بين مناصري "التيار الوطني الحر" ومحطة ال"ام تي في" الخميس الماضي، سوى النموذج الخطير على ما قد تتعرض له الساحة الداخلية من إشكالات متنوعة ولأسباب مختلفة في الشارع أو في مناطق معينة، وذلك في سياق ترجمة خطاب استنفار الغرائز الطائفية، لتحقيق المكاسب وتحديداً في زمن الفراغ الرئاسي والوقت المستقطع محلياً وخارجياً.
لكن هذا السيناريو لن يمرّ على حدّ قول مصادر نيابية معارضة، إذ اعتبرت أن محاكاة الغرائز، ستفشل اليوم لأنه "لم يعد الممثل الأول للمسيحيين، بعدما أظهرت الإنتخابات النيابية والطالبية، أنه فقد تمثيله الأول للمسيحيين، ما يعني أن التوجّه الوطني اللبناني المسيحي، بات في مكانٍ آخر".وكشفت هذه المصادر رداً على سؤال لLebTalks أن "التيار الوطني"، يسعى إلى التموضع في مقاعد المعارضة، ولكنه لم يعد في المعارضة، بمعنى أن المعارضة قبل الرئاسة تختلف عن المعارضة بعد الرئاسة، وبالتالي فإن الخطاب المعارض شعبوي بامتياز وسيتواصل في المرحلة المقبلة. أمّا عن المسؤولية عن الفراغ الرئاسي ، فإن المصادر النيابية نفسها، تحمّل قيادة "التيار الوطني" جزءاً كبيراً منها، لأن أولويته لم تكن إجراء الإنتخابات الرئاسية في موعدها، لأن التوقيت ليس في صالح مرشّحه ومنذ اللحظة الأولى، وهو رئيس "التيار" النائب جبران باسيل. وأسباب هذا الواقع، أن حصول الإنتخابات في هذا التوقيت، لن يكون في مصلحته، لأنه يدرك أن فشل العهد المتراكم، لا يمكن أن ينتج عنها انتخابه، ولذلك، هو بحاجة لفترة زمنية يديرها من خلال دينامية فراغ تُنسي الناس ما حصل في هذا العهد، من أجل أن يتمكّن في مرحلة لاحقة من ترشيح نفسه".
وخلصت المصادر إلى التأكيد بأن الفريق الذي يستهدف الرئاسة، وتسبب للمرة الثانية بالشغور الرئاسي، هو الفريق الذي يرفض إجراء انتخابات رئاسية، لاعتباراته ومصالحه الخاصة، علماً أنه " لا يمثّل تطلّعات المسيحيين الذين يريدون الدولة، لكنهم لم يشهدوا خلال العهد السابق، سوى انهيار كلّ مقوّمات الدولة ومرتكزاتها".