في مشهد مستفز لأبسط مقومات الحس الوطني، أقيم نصب تذكاري لشهداء جمهورية أذربيجان في بلدة الكواشرة العكارية على وقع خطاب لنائب الامة محمد سليمان وحضور فاعليات من المنطقة.
بالطبع علاقات الصداقة بين الدول مرحّب فيها، لكن لها أصولها القائمة على إحترام كل دولة لسيادة الدولة الاخرى والا تتحول هذه العلاقة إلى تباعية أو تزلف.
امام مشهدية الكويشرة ثمة سؤال يفرض نفسه: هل من نصب لشهداء دولة في دولة أخرى غير معنية بحادث إستشهادهم؟!
هل في اذربيجان تمثال لشهداء لبنان؟! في الأساس، كيف لأفراد أو فئة إتخاذ قرار كهذا خارج إطار الدولة؟!
هل شاهد المُكرِمون الجرائم ضد الانسانية التي إرتكبها الجيش الاذري ضد الارمن منذ أسابيع قليلة؟! الأهم، هل يدركون أن شاباً لبنانياً من أصول ارمنية معتقل في اذربيجان هو فيكين الجيكجيان منذ ١٠ تشرين الثاني ٢٠٢٠ ويخضع لكل انواع التعذيب؟!
نعم، مثل اليوم مضى على إعتقال فيكين ومعاناة اهله عامين، فهل يدركون ان وزارة الخارجية اللبنانية ومدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم وكل من تمت مراجعته من المسؤولين – وفي طليعتهم “الطاشناق” – لم يستطيعوا حل هذا الملف حتى الساعة؟!
للأسف، كثر في لبنان يعيشون “ولدنة” في المواطنة إن لم نقل رعونة في الولاء. فأياً تكن المساعدات الأذربيجانية التي قدمت ( والتي لا تخلو من بعد مذهبي)، فهناك عشرات الدول التي قدمت مساعدات ايضاً فهل نخصص لكل منها نصباً لشهدائه في لبنان؟! هل نحوّله معرض صور ومنحوتات لزعماء دول وشهدائها؟! هل من وطن في العالم يرضى بذلك؟!