شرذمة المعارضة... خفّة أم تواطؤ؟

مجلس-النواب-660x330 (1)

بقلم عبدو راجحة

النواب ، نواب الأمّة وممثلو الشعب، وتقع على عاتقهم إدارة الشأن العام والسهر على مصالح الشعب، والأهم تنفيذ الوعود التي كانوا قد أطلقوها في حملاتهم الإنتخابية وإطلالاتهم الإعلامية لحث الناس على الإقتراع لهم. فإذا أتت الممارسة عكس الوعود والشعارات إعتُبر هذا الأمر نفاقاً وغشاً للرأي العام وإستخفافا بمعاناة الشعب وبالأزمة التي تثقل كاهل المجتمع اللبناني.

لذا وبعد ورود معلومات عن اجتماع مرتقب في الأسبوع الجاري يضم كل نواب المعارضة والتغيير من دون "القوات" و"الإشتراكي" على أن تنسق مخرجات هذا الإجتماع معهما، وبعد فشل مجلس النواب الذريع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يتحمل المسؤولية الكبرى المعارضون الذين وعدوا بالتغيير والمواجهة وذلك لأن نواب السلطة الحاكمة والأوراق البيضاء معروفون من حيث التوجهات والانتماءات الخارجية والنوايا غير الحسنة تجاه الوطن والمواطن.

إن الوضع الراهن لم يعد يحتمل إضاعة الوقت وانتظار انعكاسات صراعات الخارج وموازين القوى على الداخل، إمّا لبننة الاستحقاق وإمّا إعتُبر النواب الجدد كغيرهم من النواب الذين يأتون على ظهر الشعارات الفضفاضة والوعود الكاذبة.

أمّا من أجل لبننة الاستحقاق الرئاسي، فالمطلوب أن يعلم كل تكتل في صفوف المعارضين حجمه الحقيقي وأن ينفتح على التفاهم مع الآخر وتقريب وجهات النظر وانتخاب الأقرب لمشروعه ، لإن معاناة الشعب لم تعد تحتمل هرطقات داخل المجلس وخفّة في التعاطي، والمطلوب أيضاً، عدم التشبث بمعايير غير واقعية فقط لمجرد إثارة مشاعر الناس كعبارة "رئيس وسطي" أو "خارج الاصطفافات"، الرئيس يكون سيادياً أو غير سيادي، إصلاحياً أو فاسداً، مؤمناً بالدستور ودولة القانون أو غير مؤمن بها. هذه الاحتمالات لا ثالث لها ولا حل وسط بينها، لذلك توحيد المعارضة ورص الصفوف أصبحا ضروريين لانتشال لبنان من وضعيته المتأزّمة وكل فريق من أفرقاء المعارضة يمشي عكس تيار المعارضة وعكس كل ما سبق يكون بمثابة حجر عثرة أمام التغيير الفعلي وهذا إمّا خفّة سياسية وإمّا تواطؤ مع فريق السلطة أي مع "حزب الله" وحلفائه، فلا يجوز اختراع البدع كلما وصلنا إلى الاستحقاقات المصيرية.

إن إضاعة الوقت وعدم الضغط في اتجاه الحل وعلى فريق السلطة، لا يصب إلّا في مصلحة حزب الله وفريقه وهذا ما يعاقب عليه الناس والتاريخ.عسى أن يخرج الدخان الابيض من اجتماع نواب المعارضة المرتقب فيحقق نواب الأمة تطلعات الشعب الذي انتخبهم والذي أظهر في غالبيته بناءً على نتائج الانتخابات رفضه للدويلة وانتهاك السيادة والمؤسسات المستمر ورفضه للعتمة والذل والفقر، رفضه لثقافة الموت ورغبته بالحياة والحرية والعيش الكريم.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: