اعتاد فصل الخريف في لبنان أن يكون أكثر حدة ببرودته، لكن هذا العام قد تكون "رحمة الرب" هي التي ترأفت بأولائك الذين باتوا بلا مأوى و غير قادرين على تحمّل أعباء تكلفة التدفئة ولكن، هل سيحافظ الطقس على استقراره المقبول طيلة هذا الشهر؟
للإجابة عن هذا السؤال، توجّه موقع LebTalks إلى رئيس دائرة التوقّعات في مصلحة الأرصاد الجوّيّة في مطار رفيق الحريري الدولي السيد عبدالرحمن زواوي الذي أكّد أننا "نشهد في هذا الموسم درجات حرارة أعلى من المعتاد، إلا أنه من المتوقّع ألا تستمر على هذا الحال، لكن فصل الخريف هذا العام يُعتَبر دافئاً نسبة للمعتاد"، مضيفاً "فترة عيد الميلاد لا تزال بعيدة وبالتالي يصعب توقّعها منذ اليوم، إلا أنه من المتوقّع أن يكون شهر كانون الأول أكثر دفئاً قياساً بمعدلاته السنوية، ومن بين الأسباب هي المنخفضات الجوية التي مرّت في شهر تشرين الثاني والتي ستؤدي إلى أن نشهد في فترة راحة وضعف تأثير المنخفضات الجوية، وأن تكون درجات الحرارة أعلى من درجاتها المعتادة".
وعن تأثيرات التغيّر المُناخي، يوضح زواوي أن لبنان "يتأثر أقل من غيره من البلدان بالتغيّر المُناخي العالمي "نسبةً لصغر مساحته وتضاريسه الجبلية، إلا أن ما نشهده في الفترة الأخيرة، خصوصاً في المناطق الشمالية، من فيضانات وطوفانات وأمطار غزيرة هو نتيجة من نتائج التغيّر المناخي، إلا أن معدلات الأمطار ودرجات الحرارة لم تتغيّر كثيراً، ولا يزال لبنان يحافظ على التنوّع الموسمي وتنوّع درجات الحرارة بين فصل وآخر، إلا أنه من الطبيعي أن يؤثّر تغيّر المُناخ العالمي على طقس لبنان، والدليل أنه حتّى درجات الحرارة الليلية خلال الصيف ارتفعت بنسبة نصف درجة تقريباً خلال ال٢٠ أو ٣٠ سنة الماضية، وقد يكون هذا الدليل الوحيد تقريباً حتّى الآن على تأثر لبنان بالتغيّر المُناخي".