أكد عضو كتلة” الجمهورية القوية” النائب جورج عقيص، أن القوات اللبنانية هي في استراتجية مع بكركي، واذا كان هناك من خلاف تكتيكي في نظرتنا الى بعض الأمور، فهو أمر طبيعي ناتج عن دور بكركي الروحي والكنسي،فنحن حزب سياسي لنا نظرتنا أيضاً للأمور التي إن تمايزت بالتكتيك عن بكركي فهي لا تتمايز عنها بالاستراتيجية.
النائب عقيص أكد في حديث لLebTalks أنه، ومن باب التذكير، فإن “القوات اللبنانية” كانت الفريق الأكثر دعماً لمبادرة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، ولا ننسى يوم ٢٧ شباط في الصرح البطريركي الذي شهد دعماً كبيراً جداً من القوات لموقف البطريرك ولمبادرته آنذاك، والتي كانت مبنيّة على فكرة تنفيذ القرارات الدولية وإعلان حياد لبنان وعقد مؤتمر دولي لتثبيت هذا الحياد وتنفيذ القرارات الدولية.
عقيص أكد أن القوات اللبنانية بقيت على دعمها الكامل لمرجعية بكركي، كما “نتذّكر أيضاً وقوفها الى جانب البطريركية عندما تعرّض أحد المطارنة لإجراءات تعسفيّة من قبل أجهزة الدولة، وهذه الوقفة غير مستغربة، لأنه من صلب عقيدتنا أن نكون الى جانب كنيستنا وأن ندعم موقفها الوطني، من البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير الى البطريرك الراعي”،
من هنا فمن المؤكد أن الصرخة الأخيرة للبطريرك الراعي وعظته بالأمس عبّرت عن إستشعار بكركي حراجة الموقف اللبناني وإنسداد الأفق نحو الحلول، فالحوار الذي يدعو اليه الرئيس نبيه بري هو ” لشراء الوقت” بانتظار شيء ما أو أمرٍ ما قد يأتي من خارج الحدود، أو اتفاقٍ ما على حل المسألة اللبنانية، في الوقت الذي يذهب فيه البطريرك الراعي بشكل مباشر الى هذا الأمر من خلال السعي الى “إفتعال” حوار أممي حول الوضع في لبنان.
أضاف: القوات اللبنانية هي حزب سياسي وبكركي هي مرجعية روحية، فلا نحن تحوّلنا الى جزء من بكركي، والأكيد بأننا لا نطلب من بكركي أن تقف دائماً الى جانبنا، نحن نحترم الخصوصية والمسافة مع الدعم المطلق للكنيسة المارونية، وبرأينا كانت هناك فرصة للبننة الاستحقاق الرئاسي من خلال دعم ترشيح النائب ميشال معوض من قبل كل القوى المعارضة، ولا زلنا نرى أن هناك أملاً بذلك ولو أنه يتضاءل يوماً بعد يوم من خلال التمكّن من جمع أكثر من ٦٥ نائباً لدعم معوض.
وعن فكرة التدويل، أشار عقيص الى أن بعض الفرقاء في لبنان يأخذ هذه الفكرة الى مناحٍ أخرى والى تفسيرات ليست في مكانها، لذا نحن نتمنى أن تُؤخذ صرخة البطريرك على أنها صرخة “وجدانية” لضمير كل السياسيين أكثر مما هي خارطة طريق دقيقة لما يجب أن يكون من حلول للأزمة اللبنانية. نحن عندما نطلب مساعدة صندوق النقد الدولي، ونُقرّ جميعاً بذلك، وعندما نطلب عودة حرارة العلاقات مع الدول الخليجية، وعندما نكون على تواصل مستمر مع فرنسا وغيرها من الدول، فهذا يعني أنه في مكان ما كل الفرقاء اللبنانيين يساهمون بشكل أو بآخر بتدويل المسألة اللبنانية، سواء عبر سلوكهم الداخلي بعدم الاتفاق على مرشح سيادي أو من خلال العلاقات الخارجية التي يحاولون استثمارها في الداخل.
وأردف: أعتقد بأن البطريرك الراعي يحاول تنظيم هذه المسألة، بحيث تجلس كل الدول المعنية على طاولة واحدة تحت مظلة الأمم المتحدة، التي تمكنت بمساعدة الولايات المتحدة الأميركية من ” تخريج” موضوع الترسيم البحري، ونجحت في ذلك بوقت قياسي، من الممكن ربما برأي البطريرك أن يحدث الشيء ذاته بالنسبة الى مسألة السيادة واحترامها في لبنان وتطبيق اتفاق الطائف والقرارات الدولية وانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة، أي بما معناه أن يكون هناك packge لإنقاذ لبنان، وطبعاً مع التصدّي للملف الإقتصادي.
وختم عقيص بالقول:” باختصار كلي، نحن ندعم البطريركية المارونية في اتجاهاتها ومواقفها كما مساعي البطريرك، ونحافظ في الوقت ذاته على موقفنا السياسي، فنحن متفقون في العناوين العامة وفي الجوهر مع البطريرك، وعلى تواصل دائم مع البطريركية لتقريب وجهات النظر في المساحات التي لا يوجد فيها تطابقٌ بالرأي مئة بالمئة.
