مع تراكم السنين، يحترف "حزب الله" "الحرب النفسية" متسلّحاً بترسانة أسلحة إعلامية. لذا، وفي إطار هذه الحرب، يعمد بين الحين والاخر الى إستعراض كلامي لعديده إما مباشرة عبر امين عامه السيد حسن نصرالله وإما عبر تسريبات منها أو على لسان "أبواق" إعلامية من هناك. إلا أن ذلك لا يعني حكماً جدوى هكذا حرب أو ان النصر فيها أمر محتوم.
ففي 18/10/2021، وعقب "غزوة" عين الرمانة التي أفضت الى سقوط 7 قتلى من بيئته، من بينهم من هو مقاتل نخبة في صفوفه، أطل نصرالله بلغّة "سجّل عندك" معلناً ان لديه "100 ألف مقاتل مدربين ومجهزين ولكن ليس للداخل بل للدفاع عن لبنان".
أما مساء 8/1/2023، فنشر موقع "لبنان 24" ان نصرالله اكّد في لقاء خاص عقده مع المرفعين إلى التعبئة العسكريّة في "حزب الله"، أنّ "9378 جندياً تعبوياً جديداً قد انتسبوا إلى جيش الله المخلص"، مضيفاً: "هؤلاء يضاف إليهم ما يقارب الـ90 ألف عنصر في عديد كشافة الإمام المهدي" (…) لدى حزب الله أكثر من 100 ألف مُقاتل، وما خفي أعظم".
حتى اللحظة، لم يعمد "الحزب" الى تأكيد أو تكذيب ما تسرّب، ويرجّح ان يلتزم الصمت من باب ما يعتبره "الغموض البناء". فيما جمهوره المسكون بـ"فائض القوة" و"عنجهية السلاح"، بدأ يهلّل لهذا الانجاز المتمثل برفع عديده نحو 10 آلاف مقاتل بـنحو 15 شهراً. على سبيل المثال، غرّد رئيس بلدية الغبيري معن خليل مستخلاصاً من هذا التقدم العددي أن "النتيجة = "فلا تخطئوا الحساب واقعدوا عاقلين …".
بغض النظر عن مدى إمكان رفع عديد المقاتلين 10 آلف بـ15 شهراً عملياً، إلا أن الوقائع منذ إنتهاء حرب تموز 2006 تثبت أن إرتفاع "عدّاد مقاتلي "الحزب" لا جدوى منه ميدانياً وأقصى ما يمكن الاستفادة منه معنوياً وتحديداً لدى بيئة "الحزب" للحفاظ على شدّ عصبها.
فكما أن ما بعد "حرب تموز" ليس كما قبلها ومضت 16 سنة من دون ضربة كفٍّ جدية جنوباً، كذلك ما قبل ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل ليس كما قبله والسنوات ستمضي ليس دون ضربة كفّ بل مع الاصرار على ضمان الهدوء والاستقرار جنوباً.
أما في الداخل، وإن شدّد مراراً نصرالله في معرض تهديده بالـ100 الف مقاتل أنهم ليسوا للإستعمال الداخلي، فهو يدرك جيداً أن مليون مقاتل لا ينفعون في الداخل ويدرك حدود أي مغامرة على شاكلة غزوة "7 أيار" أو "غزوة عين الرمانة"… لذا عدّاد مقاتلي "الحزب" و"جحافل جيش الله المخلص" داخلياً وخارجياً…"شيك بلا رصيد".