لطالما اعتاد لبنان واللبنانيين على ملء قلوبهم ومسامعهم بروائع الأخوين الرحباني، التي يكاد يكون أصعب ما في التعبير هو وصف الأثر الذي تركه الأخوان في تاريخ لبنان والعرب والفن اللبناني الأصيل، الذي صُدِّرَ إلى العالم بسلاسة وحب وثقافة بتنا نفتقدها في الفن اللبنانيّ اليوم، مع غياب الثقافة الفنّيّة والروحية الوطنية التي تمتّع بها دائما المسرح الرحباني وموسيقاه.
يصادف اليوم 13 كانون الثاني ذكرى رحيل الكبير منصور الرحباني صاحب السحر الفنّيّ والثورة المسرحية الحقيقية، التي امتدت إلى أبعد من حدود البلاد لتصل إلى حدود وطنية إجتماعية إنسانية لا يمكن حصرها على خشبات المسرح فقط، فالرحباني الذي عبر فوق “جسر القمر” عام 1962 على “دواليب الهوا” 1965 مع “البعلبكية” عام 1961، حاملا “الليل والقنديل” 1963، هاتفا “يعيش يعيش” 1970 إلى جانب “ناس من ورق” 1972 منتظرا ” لولو” 1974، على “المحطة” 1973، قبل أن يصل إلى “ميس الريم” 1975 مع “بنت الحارس” 1968 و “بياع الخواتم” 1965 ليصل إلى “حكم الرعيان” 2004 قبل أن يختم رحلته الفنّيّة عام 2008 ب”عودة طائر الفينيق” ليغادرنا بعد عام واحد جذع من جذوع الأرز، وجزء من تأسيس الفن الراقي والمعبّر والأصيل… منصور الرحباني باقٍ في الوجدان طالما لبنان باقٍ!
