أبو صعب : ٧ أيار قضائي … ولكن

georges-abou-saab

خاص LebTalks

تعليقاً على "اليوم الجنوني" الذي عاشه لبنان بالأمس، اعتبر الكاتب والمحلّل السياسي جورج أبو صعب أن لبنان وضع على سكة الارتطام الكبير في لحظة إقليمية ساخنة تحتدم فيها المواجهة الاقليمية - الدولية بين المعسكر الإيراني الروسي والغرب وحلفائه في المنطقة.
وإذ اعتبر أبو صعب أن ضرب القضاء هو إسقاط المعقل الأخير لإعادة بناء الدولة، لفتَ الى أن ثمة أجواء ومعطيات توحي بأن أخذ التحقيق الى المحافل الدولية ليس مسهّلاً لأسباب عدة لها علاقة بمصالح إقليمية ودولية لا تريد راهناً كشف المستور عن الظروف والخلفيات المحيطة بانفجار المرفأ.
أبو صعب أشاد بإصرار المحقق العدلي طارق البيطار على السير قدماً حتى إصدار قراره الإتهامي، استغرب الأسلوب غير المهني والبعيد من أي مناقبية قضائية رصينة والذي لجأ اليه المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات، لاسيما وأن كل الإجراءات والخطوات التي اتخذها لم تُفقد المحقق العدلي ثقة الناس به باستثناء ربما بيئة الثنائي الشيعي، وبالتالي فإن تصرفات القاضي عويدات تبدو سياسية مغلّفة بطابع قضائي أكثر منها مهنية، وتبقى محدودة الآثار والمفاعيل على أرض الواقع، إذ لا المحقق العدلي طارق البيطار سيتوقف عن عمله ولن يتم توقيفه ولا تعيين قاضٍ رديف له، ما يعني أن " الهمروجة القضائية" بالأمس لم تسهم الا في إطلاق رصاصة الرحمة على سلطة قضائية متهاوية نَخرَها "سوس" التدخّلات والتجاذبات والتأثيرات السياسية للثنائي الشيعي وفي طليعته حزب الله.
واقترح أبو صعب على السادة نواب المعارضة الذين كانوا بالأمس في قلب المقاومة والتصدّي لمؤامرة إسقاط القضاء توجيه السؤال الى رئيس مجلس النواب حول تعرّضهم للضرب والاعتداء، وحول مساهمته كثنائي مع حزب الله في ضرب التحقيق لا بل ضرب القضاء.
وأشار أبو صعب الى أن ما حصل لا يجب أن ينسينا أم المعارك ألا وهي انتخاب رئيس الجمهورية، ولعل ما حصل خلال الأيام الأخيرة وبالأمس تحديداً يأتي في سياق محاولات الحزب إبعاد الأنظار عن معضلة يعاني منها بعدم قدرته على إيصال مرشّحه الى سدّة الرئاسة الأولى، ما دفعه الى لعب ورقة تضييع الوقت وتحوير الأنظار بتفجير صاعق الملف الأكثر خطورةً وسخونةً ألا وهو انفجار المرفأ.
وأبدى أبو صعب خشيته من أن يكون ما حصل في موضوع المرفأ قضائياً، إما "بروفة إنقلابية" ل٧ أيار جديدة من نوع آخر مع ما يعيشه الحزب من حشر إقليمي وداخلي، وإما تمهيد لأعمال ميدانية لا تخلو من اغتيالات وتفجيرات أمنية وفوضى أهلية تأتي على ما تبقى من استقرار وأمن وسلم أهلي، مقترحاً على أهالي ضحايا مرفأ بيروت وشهداء فوج الأطفاء الطلب عبر محاميهم رد مدعي عام التمييز القاضي عويدات عن ملفهم "للارتياب المشروع" طالما أنه تراجع عن تنحيه الذاتي عن الملف.
وختم أبو صعب بالإشارة الى أن لبنان يكاد يصل الى الحضيض حيث عندها فقط سيسلّم البلد الى أهله، وقد انهار فيه كل شيء حتى صيغة حكمه …

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: