ظهر موقع ChatGPT وانتشر كالنار في الهشيم في زمنٍ وصل فيه التطوّر التكنولوجيّ إلى مستوى مُرعِب من التقدّم، ولم يكن هذه المرّة بعيداً إذ احتل لبنان النركز الخامس عالمياً من حيث البحث عن الموقع عبر Google.
للتفصيل أكثر عن هذا الموضوع، كان لموقع LebTalks حديث مع الخبير في الأمن السيبراني والتحوّل الرقمي رولاند أبي نجم، الذي أشار إلى أنه "بطبيعة الحال، لهذا الموقع حسناته وسيئاته كما أي تكنولوجيا أخرى، وعن تفسير استخدام ChatGPT يقول "إذا كان مثلاً أي مبرمج يحتاج للتدقيق في ال code يستطيع أن يضعها على هذا الموقع الذي يعطيه التصحيح الذي يريده، وبالتالي بإمكانه التسهيل على الطلاب التعلّم بشكل أفضل، ولكن في الوقت نفسه يستطيع "الهاكر" الاستفادة منه عبر كشف ثغرات أمنية أو يخترق برامج أو مواقع وغيرها. هذا يفسّر أن للموقع إيجابيات وسلبيات عديدة فإما يستفيد منها المستخدم وإما تكون ضارّة بحسب الإستخدام، فكما أنها تساعد التلاميذ على التدريب والتعلّم فهي تحفّز من جهة أخرى التلاميذ على استخدامها للقيام بواجباتهم الجامعية أو المدرسية أو حتّى الأطروحة من دون أي رادع".
ChatGPT vs Google + Human
وعن الفرق بينه وبين غوغل، خصوصاً بعد انتشار أخبار عن أن شركة غوغل قلقة تجاه هذا الموقع، يشير أبي نجم إلى أن الموقعَين مختلفان، ف "غوغل هو محرّك بحث يعمل كوسيط بين المستخدم والمواقع الإلكترونية بحيث نبحث على غوغل فتظهر لنا المعلومات الموجودة في مختلف المواقع ما يعني أنه لا يزوّدنا بالمعلومات بل يقدّم لنا نتائج متنوعة ومختلفة للبحث، أما ChatGPT فهو خزان لبيانات ضخمة مرتبطة بخوارزميات ما يجعل الموقع قادراً عند طرح أي سؤال أن يستخلص نتائج وفقاً للمعلومات المُخزّنة داخله، وهذا ما يثير الفضول حول المعلومات التي تم إدخالها فيه وهل هي صحيحة ودقيقة أم لا، لأنها بطبيعة الحال ستؤثّر على دقة المعلومات والنتائج التي يُصدرها إلّا أنه من غير الممكن معرفة ذلك الآن لأننا لا نزال في أولى نسخاته ومن الأكيد أنه عند تطوّره سيصبح الموضوع أكبر وأخطر"، من هنا هذا ما يؤكّد أن لا خطر حقيقي على غوغل من ChatGPT لأن وظيفتيهما مُختَلِفة أقلّه في المدى المنظور قبل تطوّره أكثر
وعمّا إذا كان سيشكّل خطراً على الوظائف في ما بعد يؤكّد أبي نجم أن "الكثير من الوظائف التي يستطيع الموقع القيام بها من الممكن أن يتم فيها استبدال الموظّفين البشر، فعلى سبيل المثال فإن مهنتي ال copywriter و ال content Creator يمكن أن يتم استبدالهما بسهولة بالموقع لما لديه من قدرة كبيرة على إعطاء نتائج دقيقة تساعد أصحاب العمل مجاناً، إضافة إلى مهنة ال programming أو developing كما ذكرنا سابقاً، كما أن الموقع بإمكانه إعطاء المعلمين والتلاميذ وأصحاب الشركات مواد كثيرة تمكّنهم من استخدامها من دون الحاجة إلى مساعدة "بشرية"، إلا أن هذا الموضوع هو سيف ذو حدّين بطبيعة الحال".
هل يمكن إكتشاف المُستَخدِم؟
ورداً على سؤال حول إمكان اكتشاف المستخدِم للموقع، أشار أبي نجم إلى أنه "تم تطوير برنامج تحت إسم GPTZero الذي من خلال التدقيق، معرفة ما اذا كانت المعلومات قد تم أخذها من ChatGPT، إلا أن هنالك العديد من الطرق التي يُمكِن اتخاذها لتغيير صيغة النتائج المأخوذة، وبالتالي يُصبِح شبه مستحيل كشف ما إذا كان قد تم استخدام الموقع أم لا". وعن احتلال لبنان المرتبة الأولى عربياً والرابعة عالمياً وفقاً لتحليلات غوغل للبحث عن مصطلح "ChatGPT"، ختم أبي نجم قائلاً "نظراً للأوضاع التي يعيشها القطاع التعليمي هذه الأيام فإن الموقع يُشكِّل المنقذ الكبير للطلاب، إضافة إلى أصحاب الشركات ولتوفير معاشات الموظفين، فهم يستخدمون الموقع للحصول على معلومات ونتائج تساعدهم على تقديم مشاريع أو عروض لزبائنهم، وهذا بإمكانه أن يفسّر حلول لبنان في هذه المرتبة المتقدّمة".