مع إطلالة شباط ، تصادف ذكرى غياب النائب نسيب لحود، الذي يتذكره كل اللبنانيين، قامة وطنية لبنانية طبعت بمسيرتها السياسية تاريخ لبنان الحديث خصوصاً وأن اللحظة التي تمر بها البلاد اليوم، تذكر اللبنانيين كم هم بحاجة لشخصيات على مستوى رجال دولة مترفعين عن الحسابات والمصالح الشخصية الضيقة، ويتقنون الحوار مع الطرف الآخر ويرفضون التعصب الطائفي والمذهبي ويؤمنون بالثوابت الوطنية التي قام عليها لبنان، ويرفض في المطلق المساومة على أي منها.
وهذه الثوابت هي التي تختصر شخصية ومسيرة ونضال الراحل نسيب لحود، الذي كان همه الأول والأخير ، لبنان وسيادته واستقلاله.
نسيب لحود، القامة الوطنية بامتياز، يفتقده اللبنانيون اليوم في زمن الشغور في موقع الرئاسة الأولى، ويفتقد مواصفاته “الرئاسية” التي تنطبق بالدرجة الأولى على المرشح الرئاسي المنتظر اليوم، سواء في الوطنية أو في السيادة أو الإصلاح أو الديبلوماسية وبشكل خاص النزاهة والشفافية المطلقة، حيث أنه قام بنقل كل أعماله ومصالحه الخاصة إلى الخارج عندما قرر الإنخراط في العمل السياسي ، حيث انتخب نائباً عن المتن الشمالي لثلاث دورات متتالية من ١٩٩٢ حتى العام ٢٠٠٤.
نسيب لحود، رجل المواقف التاريخية وواجه بها الإحتلال السوري، حيث شارك بتأسيس لقاء قرنة شهوان، وحركة “التجدد الديمقراطي”، ولقاء البريستول الذي جمع القوى المعارضة للهيمنة السورية، وكان رمزاً من رموز انتفاضة الإستقلال، التي ساهمت في خروج الجيش السوري من لبنان.
