عميدة النضال النسائي ليندا مطر … وداعاً

WhatsApp-Image-2023-02-03-at-11.49.56-AM

رحلت عن عالمنا اليوم المناضلة اللبنانية ليندا مطر، هي التي كانت المتمرّدة على الواقع المرير، وعلمٌ من أعلام النضال النسائي على الصعيدين المحلي والعالمي، فقد خاضت مطر المعترك النضالي من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين، فدأت مسارها النضالي منذ الصغر بعد أن اضطُرت إلى ترك المدرسة لظروفٍ مادية صعبة، إذ عانت ما عانته من تهميش وظلم. وبعد زواجها، انتسبت إلى “جمعية حقوق المرأة اللبنانية” في بداية الخمسينيات، المكان الذي بدأت فيه ليندا مسيرتها النضالية الناجحة، بحيث تدرجت من عضو عادي إلى رئيسة الجمعية عام 1978، وبعدها قامت بتأسيس هيئات نسائية كلجنة الأمهات في لبنان، والهيئة اللبنانية لمناهضة العنف ضد المرأة.

وإلى جانب نضالها الميداني على الأرض وتحرّكاتها مع النساء ودعمها لهنّ، كان لليندا محطات قانونية عدّة حاولت من خلالها العمل على الوصول إلى المساواة، فقد عملت على تعديل مواد في قانون العمل تتعلق بإجازة الأمومة وكذلك تعديل النظام الضريبي، وعملت أيضاً على موضوع إعطاء الجنسية لأولاد المرأة اللبنانية وقادت حملةً كانت في طليعتها.

عملت ليندا أيضاً خلال فترة الحرب ومن الملاجئ على مساعدة الأطفال والنساء، كما كانت من أوائل المناهضين للنظام الطائفي في لبنان الذي لطالما حاربته في أغلب تحرّكاتها.

وفي عام 2013، أصدرت مطر كتاباً تروي فيه سيرة حياتها بعد إلحاح من أصدقائها، تحت عنوان “ليندا مطر.. محطات من سيرة حياتي” والذي تطرقت فيه إلى العديد من المحطات الهامة في حياتها، بدءاً من طفولتها، مروراً بدراستها وزواجها ومساندة زوجها لها في العمل النضالي، وصولاً إلى خوض النضال على الصعيدين المحلي والعالمي.
حازت ليندا على أكثر من تكريم من جمعيات مدنية عدة، منها الحركة الثقافية في إنطلياس والمجلس النسائي اللبناني، وقد تسلّمت وسام الأرز اللبناني سنة 1998، كما لُقّبت ب”رائدة العمل النسائي” للعام 2002، وكرّمتها الشيخة فاطمة بنت مبارك. وكانت المجلة الفرنسية “ماري كلير” قد اختارتها عام 1995 لتكون من بين أكثر 100 إمرأة يؤثّرن في العالم.

هو نضال لأكثر من ٤٠ عاماً، توّج بالتكريم والتقدير في حياتها، والمحبّة والفقد بعد رحيلها، فكم نحن بحاجة إلى نماذج مثل ليندا مطر تحمل القضايا وتُحارب لأجلها من دون أي نيّة للظهور والوصول والتشبّث بالسلطة، إنما إيمانٌ حقيقيّ بالقضية والوطن.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: