يبدو أن شهر شباط هذا العام، لن يقتصر على غضب الطبيعة فقط مناخياً وزلزالياً، إنما أيضاً سيشهد زلزالاً مالياً يتمثّل بالإرتطام الكبير المنتظر، والذي تم التنبيه منه منذ بداية التدهور المالي في العام 2019، في حال لم تتم معالجة هذه الأزمة يومها.
وفي هذا السياق، تحدثت مصادر مالية رفيعة، ل LebTalksعن المسار التصاعدي الذي سلكه الدولار الأميركي في ارتفاعه الصاروخي بالأمس، والذي يرتبط بعوامل عدة إقتصادية وسياسية ونفسية مرتبطة بحالة الهلع عند المواطنين.
فعلى الصعيد الإقتصادي، لم يعد من الممكن توقّع ما ستؤول إليه حركة الدولار، لأنه في السابق كان مصرف لبنان المركزي يشتري الدولار من السوق، ويتدخل لدعم الليرة، أما اليوم، فقد توقف عن التدخل كما عن الشراء، ما أدّى إلى حصول قلق وتوتر في الأسواق.
أما العامل الثاني النفسي، فيتعلّق بإضراب المصارف، وما أدّى إليه من انعكاسات أدّت إلى صعود الدولار، يضاف إلى ذلك، ارتفاع كلفة فاتورة الإستيراد، وذلك بسبب قرار رفع قيمة الرسوم الجمركية، حيث أن التجار عملوا على استيراد كميات كبيرة من البضائع قبيل رفع هذه الرسوم، وخشية من ارتفاع سعر صرف الدولار، مما أدّى إلى ارتفاع كبير بنسبة الإستيراد، وهي تفوق حاجة الأسواق.
أما، وبالعودة إلى دور مصرف لبنان الذي رفض التدخل في الأسواق، فإن هذا الأمر، يعني بحسب المصادر، بأن كل التعاميم السابقة لم يعد لها أي وجود، وبالتالي، بات المواطنون يتصرّفون بحذر، إذ في غياب التعاميم، لم تعد الناس تصرّف الدولار من أجل إعادة شرائها عبر منصّة صيرفة، ما أدى إلى تراجع عرض الدولار، مقابل تزايد الطلب عليه.
في المقابل، وعلى صعيد العامل السياسي المؤثّر أيضاً في ارتفاع سعر صرف الدولار، فإن انسداد الأفق والتأزّم الحاصل سياسياً، قد دفع بقوة نحو الإرتفاع الكبير للدولار، إذ يكفي صدور تصريح من قبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مثلاً، بأن لبنان هو بلد شقيق، حتى يتراجع سعر الدولار.
وفي خلاصة هذه المقاربة، تشدّد المصادر، على أن حركة الإرتفاع التي سُجّلت منذ الأسبوع الماضي، ليست متصلة بعامل واحد من هذه العوامل، إنما بكل هذه العوامل مجتمعة، لا سيما العامل السياسي المؤثّر الأول في التقلّبات الحاصلة في سعر الدولار، علماً أن السبيل الوحيد لتراجع سعر الدولار، هو إقرار خطة إقتصادية، وهذه الخطوة غير مطروحة حالياً، كما أن ما من مؤشرات على أي حلحلة سياسية، ما يعني أن البلد بات مفتوحاً على المجهول.
