إستأثرت الغارات الإسرائيلية على دمشق باهتمام لافت باعتبارها الأعنف منذ سنوات طويلة بدليل أعداد القتلى والجرحى والدمار، بينما اللافت أنها حصلت في الموقع الذي استشهد فيه القيادي في "حزب الله "عماد مغنية، فيما السؤال المطروح ماذا عن ارتدادات هذه الغارات على الداخل اللبناني بفعل التلازم والتناغم الأيديولوجي والعقائدي بين إيران والحزب ؟
هنا يقول المواكبون والمتابعون لما جرى، إن ما قامت به إسرائيل يصبّ في خانة الرسائل لإيران نووياً واقليمياً ونيابة عن الولايات المتحدة وحتى أوروبا ربطاً بالمسيرات التي ترسلها إيران الى روسيا في حربها مع أوكرانيا، في حين ان "حزب الله" الذي راقب وقرأ الرسالة الإسرائيلية في دمشق والتي جاءت بعد خطاب أمينه العام السيد حسن نصر الله التصعيدي وتهديداته ضد الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، قد تلقّى الردّ في عمق دمشق وضمن مربع أمني للحزب وإيران، ما يعني أن القلق والمخاوف لبنانياً من أن يعود البلد ساحة ومنصّة لحزب الله بالدفاع عن إيران عبر الرسائل التي يوجهها السيد نصرالله، ويرى البعض أن كل الاحتمالات واردة من خلال التصعيد الميداني وأن تلجأ إسرائيل الى الرد في أماكن أخرى مما يُبقي لبنان أخيراً ساحة صراع إقليمي بفعل دور "حزب الله" من خلال فائض القوة حيث تستعمل طهران هذه الساحة لمواجهة المجتمع الدولي عبر حليفها الممانع في بيروت.
