إنطلاقة لافتة لفرنجية بعد دعمه من " السيّد ": انا مسيحي وتحت سقف الكنيسة

فرنجية: مرحلة جديدة ستبدأ بعد عون

عرف كيف " يلعبها " سياسياً رئيس تيار" المردة" سليمان فرنجية، فإختار توقيتاً مناسباً إستطاع من خلاله اللعب على الوتر الحساس، بالتزامن مع نيله الدعم الرسمي من الثنائي الشيعي، وخصوصاً من الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، وقبل إعلان ترشحه رسمياً، لذا اتت دعوة رئيس دير مار جرجس في بلدة عشاش الى مائدة الغداء، مناسبة في محلها ، وهو تقليد سنوي يلبّيه فرنجية، لكن هذه السنة جاء مغايراً لانه ساهم في تقديم رئيس " المردة " على انه السياسي المسيحي المتعلق بالكنيسة، والمنادي بتعاليمها، فأطلق مواقفه منها محاطاً بالرئيس العام للرهبنة اللبنانية المارونية الآباتي هادي محفوظ، وراعي أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، وبعدد من الكهنة والنواب والسياسيين المقربين منه.
فرنجية اشار خلال كلمته اللافتة والوجدانية، الى" اننا مسيحيون اباً عن جد بالايمان والعقيدة والسياسة، والجميع يشهد على تاريخنا"، وأوضح ان المسيحية الحقيقية هي بالحوار والمسامحة، وموقفنا السياسي على جبيننا، وما من يوم سعينا فيه الى الفتنة. ورأى انّ الكنيسة المارونية هي ضمير الموارنة، وعلى الذاكرة المسيحية ان تكون كاملة، وترى الامور كما هي على واقعيتها، قائلاً :" نعم انا مسيحي وتحت سقف الكنيسة التي تنظر الى كل رعاياها ".
WhatsApp
بإختصار بدا الزعيم الزغرتاوي مرشحاً مسيحياً، قبل ان يكون سياسياً إنطلاقاً مما قاله، محاولاً الرد على من يتهمه بأنه بات في أحضان الفريق الممانع، لذا سعى الى إستمالة جمهور خصومه السياسيين من خلال كلمته تلك، ليقفل الابواب التي تحاول عرقلة دروبه الرئاسية، إنطلاقاً من الإستعانة بالوتر الطائفي والمذهبي، وكأنه يقول لهم :" انا مسيحي ماروني وعروبي في آن"، أي حاول في الوقت عينه جمع المجد من أطرافه كما يقول المثل الشائع، ليرضي الطرفين المسيحي والعربي.
وعلى الخط السياسي، فرئيس" المردة " بدأ منذ اشهر بسلوك الدرب الوسطي، ليحصل على مبتغاه وبالتالي كي تسير معركته الرئاسية بهدوء، ومن دون ضجيج بعيداً عن الصراعات، بعد إرسال عواصم القرار رسائل بالجملة عبر الموفدين والديبلوماسيين بأن " الرئيس المرتقب لن يكون لا من الفريق الممانع ولا من الفريق المعارض، لان المطلوب اليوم الرئيس التوافقي الذي يرضى عنه الجميع، خصوصاً ان لبنان إعتاد على ذلك، فلا رئيس للتحدّي او للاستفزاز، لان العواقب ستكون وخيمة والتاريخ شاهد على ذلك".
إزاء هذه المقولة بدأت الوسطية تسيطرعلى مواقف فرنجية وبعض المرشحين الذين إستداروا لكن" لم يقبضهم احد جد"، خصوصاً بعد محاولة بعضهم إطلاق مواقف مطمئنة تلاقي رضى الفريقين المتنازعين.
وفي هذا الاطار لم يعد فرنجية يطلق المواقف الهجومية بل يتأنى كثيراَ، وهو قليل الظهور في وسائل الاعلام ، لربما حبّاً بالصمت عن الكلام كي لا تصدر تصريحات لا تلاقي القبول، لذا فضّل الرويّة والهدوء في مرحلة تتطلب دراسة أي موقف قبل إطلاقه، كما خفّف كثيراً من تصريحاته و" لطشاته " في إتجاه احد اكبر المنافسين له في معركة الرئاسة، وافيد بأنه تلقى نصائح بالتروّي السياسي في هذه المرحلة، وهنالك بعض من يؤيده ضمن تكتل" لبنان القوي"، بالتزامن مع مواقفه الوسطية الرصينة، وضرورة سيره على الطرق المحايدة.
في غضون ذلك، ثمة مراقبون سياسيون يرون، انه من الصعوبة جداً حصول أي فريق على النصاب المطلوب لمرشحه، او نصاب الاقتراع في أي جلسة رئاسية يدعو اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهذا بات معروفاً، لكن هنالك محاولات تجري من تحت الطاولة، من قبل بري لإستمالة رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، الذي كان وسيبقى بيضة القبّان في كل ملف سياسي شائك، والماضي شاهد على ذلك.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: