لا يُخفي الجنرال المتقاعد ناجي ملاعب، أن حادث التسلل من لبنان إلى شمال إسرائيل منذ أربعة أيام، والذي تمّ الإعلان عنه عبر موقع إسرائيلي يبث باللغة العربية، ولم يتأكد بكل تفاصيله، قد أحدث إرباكاً في إسرائيل على المستويين السياسي والعسكري. ويوضح الجنرال ملاعب لـLebTalks ، بأن العملية أتت بالتزامن مع عمليات اخرى في الداخل الإسرائيلي، في الأيام العشرة الماضية، إلاّ أن اللافت في العبوة التي وضعت بجانب الطريق وتمّ تفجيرها عند مرور آلية إسرائيلية، أنها تشبه العبوات كان يستخدمها "حزب الله" ضد الآليات الإسرائيلية عندما كان يحتل جزءاً من الجنوب.
أمّا على الجانب السياسي، يقول الجنرال ملاعب، فإن الحكومة الإسرائيلية مربكة، ورئيسها بنيامين نتنياهو، الموجود في ألمانيا، سيختصر زيارته ويعود اليوم نظراً لأهمية ما حصل، وذلك بعدما اعتبر أن ما حصل هو تطور نوعي في استخدام عبوة ناسفة، كانت تُستخدم سابقاً من قبل "حزب الله".
ووفق التحليل الإسرائيلي، يشير ملاعب، إلى أن تسلل عنصر من الحزب لم يثبت بعد حتى الآن، ولكن إذا ثبت وجود تسلل وثبتت مسؤولية الحزب فإن الموضوع سيُعالج بشكلٍ آخر، وبالتالي فإن هذه عملية نوعية من مستوى العمليات التي كانت تحصل في الجنوب، وقد يكون من نفذها فلسطيني تلقى تدريباً في لبنان، أو فلسطينيا من الداخل.
وعن احتمال تغيير قواعد الإشتباك، يرى ملاعب أنه ما لم يعلن الحزب مسؤوليته عن العملية، فإنه من المبكر الكلام عن تغيير قواعد الاشتباك، إذ من الممكن ان تكون العملية داخلية او المتسلل قد تلقى تدريباً في لبنان، والتحقيق مستمر وإن لم يثبت أن التسلل حصل من لبنان، تبقى قواعد الإشتباك كما هي بانتظار ما سيعلنه الحزب او اسرائيل.
وعن تاثير العملية على اتفاق الترسيم، يقول ملاعب، إن "لبنان أكل الضرب في هذا الإتفاق، لأنه قد أتى في مصلحة إسرائيل بالكامل، وقد استجاب لبنان للشروط التي فرضها الأميركي وهي ليست مصدر فخر للبنان، وبالتالي ليس من مصلحة إسرائيل، القيام بأي عمل عسكري اليوم أو غداً، مل لم يتطور الأمر باشتباك جديد في البحر ينهي مثل هذا الإتفاق.