بعد انتشار دراسة جديدة تُظهر أنه "مقابل كل 6 ولادات للاجئين سوريين ولادة واحدة للبناني"، انتشر أيضاً فيديو لمحافظ بعلبك الهرمل بشير خضر يُعلن فيه أن راتبه أقل مما يحصل عليه النازح السوري في لبنان، مفنّداً المشكلات والوقائع التي تحصل من جراء النزوح السوري إلى لبنان الذي امتدّ حتّى اليوم ١٢ عاماً.
وفي هذا السياق، كان لموقع LebTalks حديث خاص مع المحافظ خضر الذي وصف الأرقام والإحصاءات الأخيرة بأنها "تشير إلى التزايد السريع والكبير لأعداد النازحين السوريين في لبنان"، لافتاً أن "السبب يعود لعوامل عدة أولها الزواج المبكر الذي يحصل لأطفال النازحين، إضافة إلى تعدّد الزوجات في كثير من الأحيان وبالطبع غياب أي تخطيط أسري للنازحين، وبالتالي تكون النتيجة ارتفاعاً كبيراً في أعداد الولادات، والعامل الأكبر هو التقديمات العالية التي يحصل عليها النازحون والتي تشجعهم أكثر على الإنجاب".
وعن الحلول المنطقية التي يجب أن تحصل للحدّ من هذا التزايد في الأعداد في ظل عدم وجود خطة واضحة بعد لإعادة النازحين في الوقت الحالي، يشير خضر إلى أن "الحل يكون "من قبل المنظمات للعمل داخل المخيمات والتركيز أكثر على مشاريع التخطيط الأسري وأن يتم الشرح والتوعية على أن الإنجاب في هذه الظروف ليس صحيّاً"، مشيراً إلى أن الانعكاسات لهذه الأعداد الكبيرة من الأطفال السوريين، هي أنه على المدى البعيد وبعد أن يكبروا سنكون مُطالبين كدولة لبنانية بإعطائهم المزيد من الأراضي لإقامة مخيمات إضافية لاستيعاب هذه الأعداد المتنامية أو حتى سنصبح أمام تحوّل هذه الخيم إلى مبانٍ عالية ليتمكنوا من تأمين منازل لهم.
وعن التنسيق مع المنظمات المعنيّة، قال المحافظ خضر إن "الفيديو الذي انتشر كان خلال لقاء نظمته دار الفتوى في بعلبك مع عدد من الجمعيات الممولة للنازحين، إذ هناك تفاوت بالتجاوب مع مطالبنا إلا أن الأكيد هو التفهم بأن ما نقوله منطقي وسط كل هذا الانهيار الذي نعيشه كلبنانيين، والخطط المطروحة كثيرة إلا أن العبرة بالتنفيذ وبتنفيذ مشاريع لا تشكل خطراً علينا كلبنانيين، وهذا ما قد أوققناه في السابق وطالبنا بتحويل بعض التمويل إلى مشاريع أخرى لا تشكل خطراً أو تهديداً على المجتمع المضيف".
وعن سؤاله حول أسباب عدم عودة النازحين، يقول خضر إن "هناك عوامل عدّة أهمها الإغراءات التي لا تزال المنظمات الممولة تقدمها لهم مثل المساعدات الغذائية والطبابة والتعليم والمساعدات العينية والمادية والتي يحصلون عليها في الأراضي اللبنانية فقط ولن يحصلوا عليها أبداً في سوريا، والتحذيرات التي تعطيها تلك المنظمات مثل أنهم "لا تملكون المنازل في سوريا، والخدمة الإجبارية ستطال أبنائكم عند بلوغهم ال١٨ عاماً، وغيرها الكثير من التحذيرات التي تتكلم عنها المنظمات داخل المخيمات، كل هذا التهويل الذي يتعرض له النازح السوري من قبل الكثير من المنظمات يصعّب إقناعهم بالعودة، خصوصاً وأن أغلبهم لا مشكلة أمنية لديه بالعودة إلى سوريا بل المشكلة إقتصادية بحت والدليل أن هناك العديد منهم يذهب إلى سوريا بطريقة غير شرعية ويعود إلى لبنان لاستكمال حياته واستكمال الحصول على المساعدات".
أما عن اتهامه بالعنصرية تجاه النازحين وخطر كلامه عليهم إثر تعرض الكثير منهم للتهديد أو الضرب، ختم خضر " أنا محافظ بالدولة اللبنانية وأعمل لصالح بلدي ومصلحة أبناء بلدي والمحافظة على اقتصاد وأمن بلدي ولا أعمل لا لصالح النازحين ولا لصالح المنظمات، لذا أن أطرح الوقائع ونطاق عملي ليس البحث عن الحلول بل هذا عمل المنظمات، وعلى هذه المنظمات أن ترى الخطورة التي يشكلها النازحون على الدولة اللبنانية وعليهم تأمين العودة الآمنة لهم للتخفيف عن كاهل الدولة اللبنانية التي تعاني من انهيار كبير، ولا شك أن النازحين هم جزء من أسباب هذا الانهيار الحاصل، فنحن خمسة ملايين لبناني كنا قادرين على العيش مع سعر صرف دولار 1500 مدعوماً من أموال المودعين، أما اليوم فمع وجود حوالي مليوني سوري زاد بطبيعة الحال العبء على البنى التحتية والكهرباء المسروقة والمياه والنفايات وغيرها من القطاعات التي نتقاسمها فوق طاقة الدولة اللبنانية، وهذا ما يزيد فعلاً بالانهيار الذي نعيشه".