لا يشي المشهد الداخلي اليوم وفي المدى المنظور، بأي تطوّر يصبّ في اتجاه تسريع الإنتخابات الرئاسية، في ضوء حذرٍ لافت على أكثر من مستوى من المرحلة المقبلة بنتيجة الإتفقا السعودي- الإيراني، ووفق سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة، لا يخفي تفاؤله الحذر بالنسبة للمرحلة المقبلة، فإن هذا الإتفاق المذكور يحمل أجندة إقليمية وهو اتفاق أمني في الدرجة الأولى. وعليه، لا يتوقع السفير طبارة، أي انعكاسات مباشرة على المشهد اللبناني حالياً، ويؤكد لـ LebTalks ، أن "أشهراً قد تمرّ قبل أن يتمّ تنفيذ الإتفاق وتبادل السفراء بين الرياض وطهران، وتحديد الخطوة المقبلة، ولذا، فإن استئناف العلاقات الديبلوماسية، قد فتح الباب أمام احتمالات الحلول الجدية في لبنان، ولكن أبواباً عدة قد فُتحت في السابق وقام اللبنانيون بإقفالها، وبالتالي، فإن الحماس المُفرِط والمبالَغ به من قِبل البعض، غير مبرّر، لأن تبادل السفراء هو بداية مسار التهدئة في المنطقة، وليس أكثر".
ويوضح طبارة، أن اتفاق بكين، مرتبط بالتوترات الإقليمية، والتي تبرز فيها البصمات الإيرانية بشكل واضح، من اليمن إلى البحرين فلبنان ثم العراق، ولكن من غير الواضح متى سيحين دور لبنان.
وعن المهلة الزمنية المتوقّعة لكي يتلمّس لبنان أي انفراج، يرفض طبارة ضرب أية مواعيد، مؤكداً أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، زار لبنان مرتين، واجتمع مع كل القيادات اللبنانية، كما أن عشرات المسؤولين الأميركيين زاروا بيروت، ولكن كل هذه التحرّكات قد فشلت في تحقيق أي تقدم على صعيد حلّ الأزمات والإصلاح.
ورداً على سؤال، حول احتمال تراجع الدور الفرنسي أو الأميركي في لبنان، لمصلحة الدور الإيراني والسعودي، يؤكد طبارة، أن باريس ستواصل حراكها على خطّ الأزمة الرئاسية، وهي "رأس حربة" المجتمع الدولي في لبنان، وهي تعمل كفريق واحد مع واشنطن والإتحاد الأوروبي، من أجل دعم لبنان إنسانياً فقط حتى الساعة، ولن تنتقل إلى الدعم الإنمائي الجدّي إلاّ بعد مباشرة القوى السياسية بعملية الإصلاحات الجذرية.
