مع اقتراب موسم الأعياد في لبنان، يشهد قطاع السياحة نسبة حجوزات إلى لبنان حتى أواخر نيسان الحالي مستوًى قياسياً، حيث تجاوزت هذه النسبة 90%، ما يُعادل 400 ألف وافد بحسب المعلومات، مما يعكس الاهتمام المتزايد للوافدين إلى لبنان كوجهة سياحية، خصوصاً في فترة الأعياد، فما هو واقع الحال في الفنادق في لبنان حالياً ؟
نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر يصف عبر LebTalks وضع الفنادق ب "المزري جداً جداً"، مؤكداً أن نسبة الحجوزات في بيروت في هذه الفترة لا تتعدّى ال20 أو بأقصى حد 30% "والنسبة المطلوبة لاعتبار أن الفندق يغطي مصاريفه أقلها لناحية كلفة الكهرباء والمياه وغيرها من المصاريف هي 50 % نسبة تشغيل"، مضيفاً أن "الحجوزات الكبيرة في شركات السفر لا تعني أن الحجوزات في الفنادق مماثلة، خصوصاً أن غالبية المغتربين اللبنانيين هم في الخليج العربي "لذا في الأعياد المسيحية لا يتمكّن هؤلاء من ترك أشغالهم والعودة لقضاء فترة الأعياد في البلد، إضافة إلى ذلك فإن عائلات معظم هؤلاء موجودة في البلد ومنازلهم موجودة لذلك لا حاجة لحجز فندق أو الإقامة فيه".
وأشار الأشقر إلى أن السياح الحقيقيين الذين يتوافدون إلى لبنان بشكل خاص هم العراقيون والمصريون والأردنيون، فيما السائح الخليجي قاطعَ، بشكل أو بآخر ولأسباب سياسية، القدوم إلى لبنان، أما باقي الدول الغربية فقد حذّرت رعاياها من المجيء إلى لبنان في الوقت الراهن، لذلك نرى أن المناطق الرائجة هي اليوم المناطق النائية والبعيدة خصوصاً في الشوف والبترون وفاريا وجبيل وغيرها من المناطق التي تحتوي على أماكن أثرية وسياحية إضافة إلى وجود النشاطات الرياضية بمختلف أنواعها، فلم تعد السياحة في لبنان كما اعتدنا عليها قبل والتي كانت تتسم بالرحلات الطويلة بين المناطق، لذا يختار السياح وحتى المغتربون مناطق تحتوي على أماكن سياحية جامعة لقضاء فترة أطول، وهذا ما يفسّر قلة نسبة الحجوزات في الفنادق وارتفاعها في شركات السفر أو حتّى في بيوت الضيافة الجديدة في المناطق المذكورة أعلاه".
الفنادق تُقفل "عالسكيت"
ولأن السياح لا يتوافدون بشكل يستطيعون فيه ملء كل الفراغ في الفنادق في بيروت وحتّى في جبل لبنان، يضيف الأشقر أن "عدداً من الفنادق الصغيرة في جبل لبنان مثلاً أقفلت أبوابها إنما من دون أن الإعلان عن ذلك لضمان أن تبقى تستقبل عدداً من الضيوف حتّى ولو بشكل متقطّع أو عند الحاجة".
وفي السياق ذاته، لا يقطع النقيب الأمل نهائياً من تزايد هذه الأعداد، مفسّراً "العرب بشكل عام لا يخططون مسبقاً لأي خطوة يقومون بها، و فيما يقوم الأميركيون مثلاً بالتخطيط قبل مدة طويلة لأي نشاط سيقومون به في موسم الصيف، يتّسم العرب بالعفوية لذلك يمكن أن نرى توافداُ كبيراً للسياح في موسم الصيف من دون أي موعد أو حجز مسبق".
وختم الأشقر قائلاً "منذ ال 2005 ونحن نعمل لإدارة الأزمات، فمع بداية عمليات الإغتيالات، مروراً بالحرب في صيف 2006، وأحداث ال 2008، وصولاً إلى بداية الحرب السورية في 2011، واليوم الأزمة الحالية وغيرها الكثير من الأزمات التي مرّ بها لبنان منذ ذلك الحين وحتى قبل ذلك، لم يعش هذا القطاع فترة استقرار خصوصاً مع بداية الأزمة مع الخليج العربي الذي منع رعاياه من الدخول إلى لبنان، هو الذي كان المحرّك الأساس للسياحة، لأن السياح العرب كانوا أصحاب أطول مدة إقامة، وأكبر كميات إنفاق والأكثر تردداً على لبنان، وأكبر المستثمرين إن كان بالشقق أو بالفنادق أو بغيرها الكثير من الاستثمارات والقطاعات التي كان لهم اليد الطولى بها، واليوم كل ذلك قلّ كثيراً إن لم نقل اندثر"، من هنا فإن وضع الفنادق، على الرغم من التطمينات في القطاع السياحي، هو وضع "خاسر"، والأمل الوحيد هو "عفوية" العربي على أمل أن يكون لبنان وجهة للسيّاح هذا العام، كي لا نكون قد خسرنا قطاعاً آخر من أهم القطاعات في البلد.