للمزايدين الفارغين حول فيديو الاعتداء على المؤمنين في القدس

gettyimages-1246002830-594x594-1

ضجت بالأمس وعلى مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد مصورة من فيديو متداول حول حصول عراك بين قوات الاحتلال الإسرائيلي ورجال دين ومؤمنين مسيحيين على ما بدا انه في القدس يوم سبت النور
وكعادتهم تسللت التعليقات المسيسة لبعض الموتورين وجلهم من فريق الممانعين وبعض المأجورين المسيحيين لإيران في لبنان , للنميمة والتنمر بحق الفريق المسيحي السيادي الذين وصفوهم بشركاؤهم في الوطن , بشكل سؤال خبيث حول رأي هذا الفريق بالفيديو وتلك المشاهد وهل يشعرون بانهم معنيين بما جرى من تعد على أناس مؤمنين مسيحيين .

إزاء هذا التسييس الرخيص والاستغلال الفاشل لمشاهد الفيديو ندلي بالاتي :

أولا : مما لا شك فيه اننا ندين ونستهجن تعديات سلطات الاحتلال الإسرائيلي على أي انسان بريء وبخاصة المؤمنين المسلمين كما المسيحيين في الأراضي المقدسة ونعتبر هذه التعديات تعبيرا من تعابير حكومة اليمين المتطرف القائمة حاليا في إسرائيل ووجه متجدد لتعنت سلطات الاحتلال في منع المصلين مسلمين ومسيحيين من ممارسة شعائرهم الدينية وبخاصة في ظل حكومة لا تبرع الا في صب الزيت على نار الفتن والحروب .
ليس مسموحا ولا مقبولا ان يتم الاعتداء على أبرياء ومؤمنين ومنعهم من ممارسة شعائرهم الدينية سواء الإسلامية او المسيحية تحت أي ظرف ولاي سبب مطالبين جامعة الدول العربية ومجلس الامن والسلطات الكنسية الحارسة والقيمة على الأماكن المسيحية المقدسة بوضع اليد على ما نقله الفيديو المتداول والضغط على حكومة بنيامين نتانياهو المتطرفة لاماطة اللثام عما جرى واسبابه ومنع تكراره تحت أي ظرف ولاي سبب .

ثانيا : بالعودة الى بعض الموتورين “التويتريين ” من مغردين ومحللين كما يطلقون على انفسهم , فردنا عليهم هو الاتي :

أ – من يعتبر الاخر شريكا له في الوطن عليه ان يتعاطى معه على هذا الأساس في كل حين وظرف بندية واحترام واستمرارية وان يقيم له وزناً في ما يقوله ويطالب به لا ان يكون شريكا عندما تخدم هذه الشراكة محور المقاومة والممانعة ويكون خصما وعدوا عندما ينادي الشريك بالسيادة واستعادة الدولة قرار السلم والحرب .
للشراكة شروط ومتطلبات اين منها محور حزب الله والممانعين حلفاءه منهم هؤلاء المغردين بجيوشهم الالكترونية .
فالذين يستفيقون بين الفينة والفينة و” يصحصحون” من غيبوبة فائض قوتهم ليتذكروا ان في الوطن شركاء لهم عليهم الزام انفسهم بعدم تطبيق اجندة ايران في لبنان وباعادة قرار السلم والحرب الى الدولة اللبنانية وحدها دون سواها قبل ان يطلبوا من شركائهم في امر خارج الأراضي اللبنانية ولا علاقة للبنان فيه .
ب – حبذا لو ان جماعة الممانعة والمقاومة يسألون عن الشراكة عندما يتخذون قرار الحرب ضد إسرائيل انطلاقا من الأراضي اللبنانية ويستبيحون مع حركة حماس تلك الاراضي لاطلاق عشرات الصواريخ من لبنان ضد إسرائيل لاستدراج وحشية الاحتلال للرد على لبنان واقحام اللبنانيين في حرب مدمرة جديدة ولبنان أصلا مدمر ومنهار بفضل سياسات محور ايران وحزب الله وحلفائهم .
ج- ما حصل في الفيديو وعلى افتراض صحته يجعلنا نطرح اكثر من سؤال على اتباع ومؤيدي محور المقاومة المعلقين والمغردين :
اين مقاومتكم لمنع حصول اعتداءات على المؤمنين في القدس ؟

ماذا تنتظرون لدحر الاحتلال في فلسطين ؟
اين جحافلكم وصواريخكم للهجوم على الاحتلال ورميه في البحر ؟

تريدون الحرب اذهبوا الى حيث الجبهة في قلب فلسطين وقاتلوا إسرائيل وامحوها من الوجود عندها فقط يمكننا تصديق مزاعمكم المزيفة – فتفضلوا حرروا القدس وقد صمت اذاننا منذ نيف وثلاثين عاما نسمع من رعاتكم واولياء امركم في ايران تهددون وترعدون وتزبدون بالقضاء على إسرائيل وتحرير القدس فاين انتم ؟
وماذا عن تحرير القدس ؟

د – نسأل هذا البعض من المغردين والمحللين عن رأيهم لو كان ما يحصل في القدس يحصل في ايران مثلا , هل كانوا لينتفضوا ويتوعدوا السلطات بالويل والثبور وعظائم الأمور ؟
منذ اشهر نشهد ثورة شعبية في قلب الجمهورية الإسلامية في ايران ولم نر هؤلاء المغردين والمحللين ينتقدون قمع السلطات الإيرانية الدموي لشعبها ورفض لسيل الدماء في شوارع طهران والمدن الكبرى في البلاد ؟
فهل دماء الإيرانيين والايرانيات ارخص من دماء الفلسطينيين مسيحيين كانوا او مسلمين او زوار وسواح ؟

ه – هل غزوة عين الرمانة كانت اشرف وانظف من اعتداء قوات الاحتلال على المؤمنين في القدس ؟ سؤال يطرح على من تدب فيهم الغيرة على فلسطين والأراضي المقدسة والابرياء ,ونحن نعرف مدى الاستغلال السياسي والاستخدام الرخيص للاحداث لدى هؤلاء المقاومين والممانعين .

و- ولهؤلاء المغردين والمحللين نقول لو انكم تدركون ولو جزءاً من تعاليم الدين المسيحي لما كنتم توجهتم بالتنمر والاسئلة الخبيثة للفريق الاخر ” شريككم في الوطن ” لان الدين المسيحي بتعاليمه وقيمه يعطيكم الإجابات على كل تساؤلاتكم …
فمن يقبل الظلم ؟
ومن يقبل الجور ؟
ومن يقبل الطغيان والاستبداد ؟

ما من مخلوق مؤمن على وجه المعمورة , ومقاومة كل هذا ليس لها بنهج واحد او أسلوب واحد … فحمل السلاح هو للدفاع عن النفس عند الشدة وما عدا ذلك مقاومة بكافة الوسائل البشرية المتاحة والمباحة … فليس بالسلاح والعنف والدم فقط يقهر العدو … وهو الذي يغضب كل عام من فيض نور القيامة من لحد السيد المسيح في القدس … ويترجم غضبه اعتداءات وحشية على المؤمنين …

ز – لو ان الغيرة التي اظهرها البعض من المغردين والمحللين من محور المقاومة والممانعة على بعض المؤمنين المعتدى عليهم يظهرونها على لبنان المنهار وشعبه المتألم وسؤ حكمه وحكومته , لكان اشرف لهم من ان يتخذوا من حدث خارجي حجة لتمرير اجندة خبيثة تعلن عكس ما تضمر وتستغل اقل حدث ” للتنمير ” على خصومهم ” شركاؤهم ” في الوطن … وهم يتلطون وراء زمرة من رجال حماس في اطلاق خردة صواريخ بالية باسم المقاومة لا بل المقاولة .

للقدس أناس يعرفون كيف يدافعون عنها فلا حاجة لحشر انوفكم في ما لا يعنيكم فأهل القدس لا يحتاجون لوصاية احد او ولاية احد … ولبنان في كل الأحوال ليس لا مقرا ولا مستقرا لحركات ” مقاومجية ” تتاجر بالقضية الفلسطينية والأراضي المقدسة انطلاقا من لبنان …

وليتذكر كل من يهمه الامر ان اكثر الناس عداوة لليهود هم المسيحيين وذلك منذ 2000 عاما والعداوة عقائدية وتوراتية راسخة في الضمير المسيحي الجماعي وبالتالي كفى مزايدات رخيصة على مواقع التواصل الاجتماعي لانكم لن تأخذونا الى حيث تريدون لا اليوم ولا الغد والى ابد الابدين امين …

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: