مستقبل تركيا بعد الإنتخابات الرئاسية …. هل من تغيّرات ستحصل إقليمياً وفي الداخل التركي؟

علم-تركيا

عاد أردوغان ليترأس تركيا بعد جولتي انتخابات أفضت بعودته بحدث ديمقراطي شارك به أكثر من 85 % من الشعب التركي، وإثر هذه النتائج يسأل كثيرون عن مدى تأثير هذه الانتخابات على الوضع الخارجي والداخلي في تركيا، خصوصاً وأن دور تركيا الإقليمي يُعتبر مؤثراً وكبيراً في عدد كبير من القضايا.

وفي هذا السياق، إعتبر الباحث في شؤون الشرق الأوسط وتركيا جو حمّورة في حديث لموقع LebTalks أن “ما حصل في تركيا من جولة ثانية في الانتخابات الرئاسية لا يمكن اعتباره فشلاً من الرئيس رجب طيّب أردوغان وذلك نظراً لواقع الإنتخابات الذي كان قائماً، فالاقتصاد التركي اليوم في حالة متعثّرة، وهناك 7 أحزاب أساسية كانت متحالفة مع بعضها البعض لإسقاطه، وكان من المتوقع بمجمل استطلاعات الرأي أن تذهب الأمور الى جولة ثانية، ولكن يمكننا اعتبار أن ما حصل هو تراجع لأردوغان بالنظر لنسبة التصويت التي نالها، خصوصاً في المدن الكبرى والمدن الليبرالية”.
وعن احتمالية تغيّر السياسة التركية داخلياً وخارجياً، إعتبر حمّورة أن “من المحتمل أن يتغيّر الموقف التركي من أغلب الأمور وتذهب الى نوع من الحدّية في المواضيع كافةً، فمثلاً يمكن لأردوغان أن يذهب بتحالفه مع روسيا للتشدّد، وموقفه المتشدّد في سوريا يمكن أن يصبح أكثر تشدّداً، وأيضاً في القضايا الداخلية مثل حقوق المرأة والمثلية الجنسية وإصلاح الإقتصاد التركي ستبقى على حالها وإنما بشكل صلب ومتشدّد أكثر، وذلك لأن أردوغان شعرَ بخطر داخلي على شعبيته بعد الإنتخابات، أما العامل الثاني فهو أن هذه آخر ولاية له كرئيس جمهورية، لذا يريد أن “يُقرّش” شعبياً كل ما فعله في تركيا خلال حوالي 20 عاماً وتأمين استمرار الفكر الأردوغاني حتى بعد خروجه من الحكم”.

وعن مدى تغيير السياسة التركية تجاه لبنان، يقول حمّورة إن الدور التركي في لبنان دور محدود مقارنة بالدول الأخرى التي تتدخّل سياسياً رغم أنه من الواضح أن هناك عدداً لا بأس به من أنصار ومحبّي أردوغان في لبنان، سواء في طرابلس أو عكار أو صيدا أو غيرها من المناطق السنيّة خصوصاً، وذلك لشعور هذه الفئة بنوع من اليُتم الإقليمي لذلك تشعر برغبة أن تكون محميّة أو تُرعى من دولة إقليمية كبيرة مثل تركيا، ولكن باعتقادي فإن هذه الرغبة من بعض اللبنانيين بالرعاية التركية لن تُتَرجم سياسياً من تركيا لأن هذه الرغبة ليست متبادلة وتركيا لا ترى لبنان على أنه ساحة للنفوذ السياسي، فمن الممكن أن تراه مكاناً للاستثمار الاقتصادي أو لتعزيز القومية التركية في لبنان في عدد من المناطق التي يعيش فيها مواطنون من أصول تركية، ما يهم تركيا هو الاستثمار بإعادة بناء المرفأ أو الاستثمار في مرفأ طرابلس أو ربما في خط غاز في البحر اللبناني، إلا أن لا اهتماماً سياسياً لها في لبنان بل همّها إقتصادي ويمكن أن يكبر بهذا الإتجاه إنما ليس بالشق السياسي”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: