أحكم “حزب الله” قبضته على قرار ومقوّمات مقاومة إسرائيل منذ مطلع تسيعينات القرن الماضي متفرّداً في الميدان بعدما ضرب كل المجموعات العسكرية التي واجهته من جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية “جمول” التابعة للحزب الشيوعي مروراً بمجموعات “الحزب السوري القومي الاجتماعي” وصولاً الى حركة “أمل” عبر تصفية كوادرها أو ترويضها بعد معارك عسكرية طاحنة كتلك التي خاضها مع “امل” في الليلكي وإقليم التفاح. إلا أن “الحزب” حرص على إبقاء هذه الاطراف “كومبارس” إعلامي وسياسي لمقاومته. وقلّ ما نفذت عمليات عسكرية، وإن تمّ ذلك فبناء على طلب “الحزب” وبإشرافه ولتوجيه رسائل ما.
بالامس، وبعد ايام على مناورة بالنار لـ”الحزب” في عرمتى، أعلن الحزب “السوري القومي الاجتماعي” – جناح ربيع بنات أن “وفدا قياديا منه زار أحد المواقع العسكرية التابعة لنسور الزوبعة في الجنوب وعلى مسافة صفر من فلسطين، في اطار تفقد للوحدات المقاتلة في الحزب، والتي أعادتها القيادة إلى الميدان منذ فترة ضمن إطار عودة الحزب إلى مكانه الطبيعي في “ساح الجهاد”. رئيس الحزب ربيع بنات أكد أن “نسور الزوبعة والمقاومة الاسلامية هما جسدٌ واحد ومشروع واحد في مواجهة العدو” وإستكمل والوفد الجولة على مواقع لـ”الحزب”.
“نسور الزوبعة” – أي الجناح العسكري لدى “القومي” – الذي إستخدم في الحرب السورية – لا يصلح إلا لـ”الزينة” وبهدف التنوع لأن الشق العسكري الجدي في الجنوب محصور بـ”الحزب” فقط. إنه لا يعدو كونه أكثر من فصيل جديد كالفصائل الفلسطينية التي تدور بفلك “الحزب” ويسخّرها أحياناً لإطلاق الصواريخ والتنصّل من مسؤوليته. وربما قد يكون أداة بلباس عسكري مستنسخة عن تجربة “غضب الاهالي” التي يستخدمها بوجه قوات “اليونيفيل”.
في الداخل، قد تكون رسالة تهويل إضافية خصوصاً ان “الحزب” كان إستخدم “القومي” لـ”البلطجة” كما جرى خلال “غزوة 7 أيار” وإستباحة بيروت.
لكن السؤال الاساس، لماذا هذا التوقيت للاعلان عن معسكرات تدريب؟!!
هل قول بنات إنها على مسافة صفر متر من فلسطين هو للاعلان عن انتهاك القرار 1701؟!!
هل هو رسالة عشية التجديد لقوات “اليونيفيل” وما يحكى عن تغيير بقواعد عملياتها بعد تعرض الكتيبة الأيرلندية لإطلاق نار في منطقة العاقبية ومقتل أحد عناصرها في كانون الاول الماضي؟!
هل الامر في إطار العراضات الاستباقية لأي ترتيب لواقع المنطقة العسكري على وقع الاتفاق السعودي – الايراني وحتمية قطع أذرع ايران العسكرية من سوريا الى اليمن إن كان هذا الاتفاق جدياً؟!
اياً يكن السبب فالنتيجة واحدة: دولة مستسلمة أمام دويلة ومسؤولون عميٌ – خرسٌ – بكمٌ ومواطنون لا حامي لهم من أي مغامرات لـ”حزب الله” إلا الله.

