حملات مغرضة تستهدف دينامية ودبلوماسية مخزومي

فؤاد-مخزومي

يشهد المكون السني حراكاً حيوياً قد يكون هو الأول له خصوصاً في مرحلة ما بعد إعلان الرئيس سعد الحريري، مقاطعته الحياة السياسية اللبنانية، ويتجلى هذا الأمر من خلال حراك فردي تقوم به أكثر من شخصية في مناطق عدة، ومن المحق القول إن شخصيات قد كرست حضور اً وطنياً على مساحة الوطن كما في بيروت تحديداً ، ونجحت في إثبات حضور ولو مناطقي والإنتخابات النيابية الأخيرة كانت شاهداً على ذلك.
إلا أن هذه التعددية ، لم تعجب من اعتبرها أنها محاولة لمنافسة سعد الحريري على زعامته الوطنية، علماً أن ما من شخصية مناطقية، إذا صح التعبير، طرحت نفسها بديلاً عن سعد الحريري، منذ أول حراك أعقب اعتكافه وصولاً إلى حركة الوزير السابق محمد شقير السياسية الجديدة مروراً بحركة وانطلاقة النائب أشرف ريفي في حركة “سند”، وصولاً إلى الحضور البارز السياسي والإجتماعي لرئيس حزب ” الحوار” النائب فؤاد مخزومي، الذي لا يمكن إغفال دوره سواء مؤسساتياً واجتماعياً عبر مؤسساته الخاصة التي تقف وتدعم أهالي العاصمة كما كا اللبنانيين.
ويبدو أن الجهة المتضررة من الحيوية داخل الطائفة السنية، تحاول ترويج فكرة “إحباط وتهميش للدور الوطني” ، تعانيه الطائفة في الآونة الأخيرة، محملة مفتي الجمهورية تحديداً مسؤوليةً ما، مع العلم أنه لا بد من الإعتراف هنا بأن اعتكاف الحريري عن العمل السياسي، قد ساهم في تراجع الحضور على المستوى الداخلي علماً أنه لا يزال الأكثر تمثيلاً وبشهادة الجميع على صعيد طائفته كما الوطن.
بالتالي، لايمكن اعتبار أي حراك سني ولو كان مناطقياً على أنه تحد لزعامة سعد الحريري خصوصاً وأن أياً من الشخصيات السنية لم تطرح نفسها بديلاً عن الحريري، وإنما الساحة السنية، وهذا هو بيت القصيد، تشهد حيويةً لم تشهدها منذ رفيق الحريري.
وهذه الحيوية، يحاول المتضررون منها تسويق أجواء سلبية إزاءها لجهة الترويج لتهميش الطائفة على الصعيد الوطني، بينما في المقابل فإن تحرك مخزومي وطنياً في لبنان ودبلوماسياً في الخارج، قد نجح في إيصال وتكريس الدور السني سياسياً ووطنياً في آن.
كذلك فإن مفتي الجمهورية، قد لعب دوراً واضحاً في هذا السياق عندما دعا في الإنتخابات النيابية الأخيرة إلى عدم المقاطعة وإلى المشاركة الكثيفة، وعدم تهميش الطائفة ومواقعها، مروراً بمحاولته جمع النواب السنة ال٢٧ في دار الفتوى .
ولذا لا يمكن تفسير الحملة الأخيرة ضد النائب مخزومي ، إلا اعترافاً بأن مخزومي كما ريفي، يملآن الساحة الوطنية والسنية بدور مهم ، ولا يمكن إغفال الجولة الدولية والأوروبيةلمخزومي برفقة مجموعة من النواب يمثلون أكثر من ٧٠ نائباً في البرلمان، والتي سميت بالدبلوماسية النيابية والتي كانت على تماس مباشر مع صندوق النقد الدولي والإتحاد الأوروبي، قد أعطت مخزومي حقه في المساحة الوطنية والدولية، لما يقوم به خصوصاً لناحية الشفافية تجاه المؤسسات المانحة والإتحاد الأوروبي تحديداً.
وعليه يمكن وضع هذه الحملة على مخزومي شخصياً وعلى كل من يقوم بدور ما ،ليس لملء فراغ سني وإنما للعب دور حقيقي والمشاركة في القرار الوطني، تأتي بسبب استياء فئة متضررة من حراك مخزومي الوطني والدولي.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: