لم يحمل الوفد اللبناني الرسمي الى مؤتمر بروكسيل للنازحين شيئاً في جعبته، سوى مواقف متكررة لازمة استنفدت موارده واقتصاده وقدرته على التحمّل. كل ما سمعه العالم في الموقف الرسمي لا يعدو كونه بكاء على الاطلال في وقت نحن احوج ما يكون الى خطة واضحة او خارطة طريق لتنظيم عودة النازحين السوريين.
النائب رازي الحاج يأسف عبر LebTalks من فحوى الرسالة اللبنانية التي حملها الوفد اللبناني الى مؤتمر بروكسيل و”كأن المدخل لعودة النازحين هو التطبيع مع النظام السوري وكأن النظام يستخدم ورقة النازحين للطلب من الاتحاد الاوروبي التطبيع معه كشرط لعودة هؤلاء، وهذا الامر يحوّل القضية من انسانية ناجمة عن حرب الى قضية سياسية ولاسيما ان جزءاً كبيراً من المناطق السورية اصبح آمناً”.
ويعتبر الحاج ان الاجدى بالوفد اللبناني كان طرح تنظيم عودة النازحين من خلال خطة متكاملة تبدأ بتطبيق القانون وتركّز على نقطة جوهرية واساسية وهي تنقّل اعداد كبيرة من النازحين بين لبنان وسوريا ودخول اعداد اخرى بطريقة غير شرعية فضلاً عن انتخاب حوالى 192 الف نازح الرئيس بشار الاسد في السفارة السورية في لبنان، ما ينزع عن هؤلاء صفة اللاجئ.
ويضيف الحاج: لبنان ليس بلد لجوء وكان يفترض ان يشدد على ذلك الوفد الرسمي لان لبنان وكما هو معروف لم يوقع على اتفاقية اللجوء سنة 1951 ولم يوقع على بروتوكول العام 1967 وبالتالي هو يعاني من ازمة كبيرة ويفترض ان يتم تنظيم العودة وتشديد المعايير على السوريين الموجودين في لبنان.
ويرى الحاج “اننا لو خاطبنا العالم بهذه اللغة لكان ذلك شكّل مرحلة اولى ومهمّة في اطار تنظيم العودة مع طلب المساعدة لتمويل الخطة والمؤسسات الكفيلة بتنظيم هذا الوجود، انما الكلام كان في العموميات وكان هناك همس وكأن التطبيع مع النظام السوري هو المدخل، فهذا النظام يستخدم قضية النازحين من اجل تحقيق مكاسب سياسية وتحسين موقعه على الخارطة العربية والاقليمية، وكان الحري بلبنان ان يدق جرس الانذار في هذا المؤتمر”.
