مع تكريس واقع الإستعصاء في الحلول واستحالة انتخاب رئيس للجمهورية، بعد ما حملته جلسة الإنتخاب الرئاسية الأخيرة، من مؤشرات على إقفال فريق الممانعة الباب أمام العملية الديمقراطية، تطرح تساؤلات عدة حول مهمة وتوقيت زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي الخاص إيف لودريان لبيروت .
ومن أبرز هذه التساؤلات، ما يتصل بالهدف الفرنسي المعلن لجهة تأييد مرشح "الثنائي الشيعي" رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، وما إذا كانت باريس لا تزال تحمل تفويضاً من الولايات المتحدة الأميركية في ما يتعلق بالملف الرئاسي وصولاً إلى حدود هذا التفويض لجهة دعم خيار فرنجية على دعم خيار الوزير السابق جهاد أزعور، والذي بدا واضحاً أنه غير بعيد عن الجو الأميركي.
ومع اقتراب وصول لودريان، وفي ضوء نتائج الإقتراع النيابي الأخير حيث نال أزعور ٥٩ صوتاً وفرنجية ٥١، فإن التركيز يبقى قائماً على مدى صمود أركان تحالف المعارضة على خيارهم، خصوصاً بعدما لعبت "القوات اللبنانية" بشكل أساسي ومكونات المعارضة، دوراً في قطع الطريق على وصول مرشح "حزب الله" وحركة "أمل" لرئاسة الجمهورية.
وعلى هذا الصعيد فإن زيارة رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل المفاجئة إلى قطر ، لم يتم تأكيدها وإعلان أهدافها ، لجهة انعكاساتها على الملف الرئاسي، خصوصاً وأن الدوحة تدعم وبشكل علني إنتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية.
في خلاصة ما تقدم، فإن مرحلةً جديدة قد بدأت داخلياً على المستوى الرئاسي وخارجياً بعد القمة الفرنسية - السعودية، والتي أبرزت بوضوح أن الملف اللبناني لم يعد أولويةً على طاولة القوى الدولية والإقليمية، بدلالة الإشارة إلى دور الداخل اللبناني في صياغة الحلول للأزمة الحالية.
فهل أصبح لبنان أمام مرحلة شبيهة بمرحلة العام ١٩٨٩، عندما تعطلت الحلول ، وهل سيقوم لودريان اليوم بالدور الذي قام به في تلك الفترة، مندوب الجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي، علماً أن الفشل كان من نصيبه؟
