لن يتراجع البطريرك الماروني بشارة الراعي، عن إطلاق صرخاته الى السياسيين، مجدّداً دعوته الى الحياد، خلال إطلاق كتاب " لبنان الكبير- المئويّة الأولى"، قائلاً:" الحياد ليس صيغة معلّبة تصلح لكل دولة في كلّ زمان ومكان، الحياد اللبناني هو من صميم الكيان كدولة، أدت دائماً دور الجسر الإقتصادي والثقافي بين الشرق والغرب، بحكم موقع لبنان على الضفة الشرقية من البحر المتوسط".
الى ذلك ينقل عنه المقرّبون انه مستمر في إطلاق هذه الدعوة ، لانها محقة وتنقذ لبنان، معلناً:" لو كان الحياد قائماً في وطننا ما كنا لنشهد أي أزمة دستورية، وعلاوة على المصالح الفئوية التي تفرز الأزمات والحروب في لبنان، يبقى السبب الرئيسي هو الانحياز وتعدد الولاءات، وأي مقاربة جديدة لوجودنا اللبناني يجب أن تنطلق من اعتماد الحياد لنحافظ على وجودنا الموحد والحر والمستقل".
مناشدته هذه تؤكد مدى خوف بكركي على لبنان، الذي لم يعد بإستطاعته البقاء ضمن صراعات المنطقة، وبالتالي كي لا يدفع الاثمان كما تجري العادة، اي ألا يكون كبش محرقة او جائزة ترضية للبعض، كما ينطلق البطريرك من تجدّد رسالته هذه من الاهتمام الفرنسي من جديد، في ظل معلومات بأنّ الملف اللبناني سيكون في ايدي الفرنسيين وصولاً الى الحل، لذا سارع واطلق دعوته نحو الدول الفاعلة، كما سبق ووجّه الرسائل التي تصّب في هذا الاطار، خلال زيارته حاضرة الفاتيكان قبل فترة وجيزة ، حيث قدّم تقريراً مفصّلاً الى قداسة البابا فرنسيس، حول اوضاع لبنان ومخاطره وازماته وانهيارته المتتالية، مع تضمينه مواقف وطروحات بكركي، وابرزها حياد لبنان الذي يشكل العودة الى هويته الحقيقية، وابتعاده عن سياسة المحاور، وكان سبقه بذلك رسائل حوت المضمون المشابه لتقريره، وُجهّت الى الفاتيكان من شخصيات مسيحية، طالبت بتدّخل الحبر الاعظم للمساعدة في حل ازمات لبنان.
