ب الصباحية: لودريان مستمعاً اليوم في بيروت.. لا مبادرة ولا طرح جديد

263123Image1-1180x677_d


وصول مبعوث الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الوزير السابق جان ايف لودريان اليوم الى بيروت سيشكل علامة فارقة في رحلة الرعاية والاهتمام الفرنسيين بالملف اللبناني. ذلك ان المفارقة اللافتة التي ستواكب انطلاقة لودريان في زيارة الأيام الثلاثة التي سيمضيها في لقاءات كثيفة شاملة تتمثل في ان الموفد الفرنسي سيستكشف اتجاهات ومواقف الذين سيلتقيهم فيما جميع الذين سيقابلونه سينتظرون الإشارات والايحاءات العلنية او الضمنية منه حيال سؤال حصري يتردد بقوة في بيروت هو: هل بدلت فرنسا مقاربتها للازمة الرئاسية وهل ستطرح خطة طريق جديدة ومغايرة لمرحلة دعمها لترشيح سليمان فرنجية ؟
ومن دون أي مغالاة يمكن الجزم بناء على مجمل المعطيات الجدية الموثوقة ان أي فريق داخلي لم تُسرب اليه أي أجوبة او معلومات قاطعة حيال جوهر ما كلف لودريان بنقله او باستطلاعه او بالعمل عليه قبل ان يحط رحاله اليوم في قصر الصنوبر ليشرع منه في ما يمكن ان يشكل أوسع تحرك ديبلوماسي دائري قام به موفد اجنبي من قبل ابان الازمة الرئاسية الراهنة. وقد سجلت ملاحظة لافتة عشية وصول لودريان تمثلت في ان معظم الانطباعات والاتجاهات التي عكسها ممثلو القوى الداخلية على اختلاف مواقعهم أجمعت تقريبا على استبعاد ان يحمل الموفد الرئاسي الفرنسي طرحا او اسما او مرشحا جديدا بحيث سيغلب الطابع الاستكشافي والاستطلاعي على مهمته مع نقل الموقف الفرنسي المستند الى توافق دولي عارم يشدد على ضرورة ان ينهي اللبنانيون بأنفسهم ازمة الفراغ لاطلاق بوادر حل الازمات الكارثية التي يرزح تحتها اللبنانيون. وهو الامر الذي يعني ان لودريان سيعاين مرة جديدة ، بعدما انقطع عن زيارة بيروت منذ نحو ثلاثة أعوام، صورة معبرة وتفصيلية للانقسامات السياسية الحادة التي اصطدمت بها وساطة بلاده في المرحلة السابقة وادت الى اخفاق مقاربتها التي قامت على معادلة ترشيح فرنجية وتعيين نواف سلام رئيسا للوزراء واطلاق الإصلاحات بلا معوقات. كما ان ابرز ما سيعاينه بدقة، الأثر القوي للمعارضة المسيحية الواسعة لمقاربة فرنسا "السابقة" علما ان لودريان سيزور بكركي غدا الخميس للقاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، كما ان نواب الكتل المعارضة اعدوا مذكرة تفصيلية باسم هذه الكتل لتسليمها اليه لدى لقائهم به في قصر الصنوبر وتشرح بالتفاصيل دوافع وظروف دعم المعارضة للمرشح جهاد ازعور وتمسكها بهذا الترشيح بالتقاطع مع "التيار الوطني الحر" ونواب تغييريين ومستقلين. وقد أفادت معلومات ان لودريان الذي سيلتقي القوى السياسية المحلية كلّها بالاضافة الى المرشحين الرئاسيين وقائد الجيش العماد جوزف عون، سيستهل نشاطه من عين التينة اليوم، كما سيزور بكركي في العاشرة قبل ظهر غد الخميس.

ووفق معلومات «الديار» فإنّ الموفد الفرنسي سيحمل معه اليوم موقفاً جديداً قد يكون خياراً ثالثاً قابلاً للتوافق، وهذا ما ستظهره محادثات اليوم وغداً مع الاطراف السياسيين، خصوصاً انّ باريس اليوم لا تريد رئيس مواجهة، بل شخصية سياسية تدخل بعبدا بنسبة قبول كبيرة.

ونقلت «الديار» عن مسؤول حزبي مقرّب من فريق الممانعة، بأنّ لا رئيس للجمهورية قبل نهاية العام الجاري، وبأنّ كل ما يردّد عن حل مرتقب لمعضلة الرئاسة، بعيد عن ارض الواقع، وأشار الى محادثات داخلية وخارجية تسبق هذه التسوية، لانها تحتاج الى وقت اي تفاهم مجمل الاطراف السياسيين في لبنان، والانتظار سيكون سيّد الساحة الرئاسية ولن يقل عن ستة اشهر.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: