مقاصدنا الخيريّة الإسلاميّة بخير

IMG-20230622-WA0010

كتب زياد دندن

قرار إداري، فيه خطأ إداري. تمّ الإعتراف به والإعتذار عنه، صدّق ذلك من صدق، ولم يصدقه آخرون، هكذا لأنهم فقدوا الثقة بكلّ من اعتلى منصباً فيه خدمة عامّة، وإن كان في جمعيّة أهليّة خاصة أو في مؤسّسة عامّة، عندنا من أصحاب الرأي في حزب "الكنبة" الكثيرون من المحاربين الأشاوس، بالنظارات وغيرها من الأسلحة الثقيلة. وهم قلّة قليلة، بالمقابل هناك كثرة كثيرة من الطلاب والأهل والمعلمين والمعلمات والعاملين والعاملات، صدّقوا أنّ خطأ إداريّاً وقع، تحمّل تبعاته هجوماً وقدحاً وذماً، رئيس المقاصد فيصل سنو، لقد اعتذر عن الخطأ، بدل أن يوقف أو يستغني عن خدمات ثلاث من كبار موظفيه وموظفاته الإداريين. لم يشفع له ذلك.. فهذا شأن إداريّ داخلي، أعيد اسم سيّدتنا أم المؤمنين خديجة الكبرى رضيّ الله عنها وأرضاها، ليعتلي صرحاً تربويّاً له تاريخ عريق قديم بالتربية والتعليم. فقد أصبح يدرّس المنهج الفرنسي بالإضافة إلى المنهج اللبناني، وقد تمّ اعتماد المدرسة وليس تبنيها… "هناك فرق كبير" من قبل البعثة العلمانية الفرنسية Mission Läique Française. وهذا يتيح لأولادنا وبناتنا التقديم على شهادتي البروفيه والبكالوريا الفرنسية، وبالتالي يسهّل قبولهم بالجامعات الفرنسية وغيرها في كلّ أنحاء العالم.
حزب "الكنبة" أحضر المزيد من اكياس التشيبس والمشروبات الغازية الباردة والمثلّجة، فالمعركة حامية الوطيس هذه المرة فعلمنة المقاصد يستحيل أن تكون وفينا عرق ينبض… يا جماعة أقسم لكم أن فيصل سنو أول جندي معكم في هذه المعركة، وكذلك نحن كلنا لا ولم نرضَ، ولن نرضى، أن تتعلمن المقاصد، مناهجنا التعليمية لم تمسّ، مناهج التربية الإسلامية وكذلك اللغة العربية لم ولن تمسّ، وكلّ ما له علاقة بثوابتنا الدينيّة والأخلاقية لن يمس.
من قال ذلك؟.. يسأل زعيم حزب الكنبة من وراء شاشة هاتفه النقال وعلى مجموعة واتساب فيها ٣٧ عضوا نصفهم نائم.
الوقائع والشواهد تقول ذلك يا أيها، زرتُ وسألتُ أكثر من مصدر وبأكثر من طريقة، ليس فقط في جمعية المقاصد أو من العاملين فيها، تحريّتُ عرفتُ أن اعتماد كلية خديجة الكبرى لتصبح ليسيه خديجة الكبرى ومعتمدة بنسبة ٧٠ بالمئة من قبل البعثة العلمانية الفرنسية، هي لأنها تريد الحفاظ على مناهجها في تعليم الدين الإسلامي وتربية الناشئة بموجب تعاليمه، وكذلك تعليم اللغة العربية وقواعدها وآدابها. شأنها في ذلك شأن المدارس الكاثوليكية المعتمدة من قبل البعثة العلمانية الفرنسية.
أما المدارس التي تتبناها البعثة العلمانية الفرنسية بنسبة مئة بالمئة، فهي تلك التي تعيّن السفارة الفرنسية مديراً لها، تحضره من فرنسا، وكذلك تدرّس كامل المنهاج الفرنسي، وتمنع تدريس الدين.
وما دفعني لأقول مقالتي هذه ليس لأنني أصبحت أخيراً من فريق المقاصد، بشأن الإعلام فيها، بل لأنني لمست لمس اليد، بعد أن تحرّكت بي الكنبة، لا بل هجرتها لأتحرك واستقصي بعض الحقائق، فلا أدع لبعض المشكّكين فرصة تشويش أفكاري، وتخريب معايير وزن الحقائق في إدراكي وقناعاتي، الحقيقة أنني كنت ولا أزال أؤمن، بأنّ العمل العام مهما كانت درجته من الصحة والكمال، سيبقى عرضة للنقد من طرف أو آخر..
فاعمل ولا تبالي، بمقدار ألا يطال ذلك مقدساً تفديه بكلّ غالٍ ونفيس، أو مقصداً أفنيت سنين وأياما للوصول إليه، وهو بالنسبة لي مصداقيّتي الإعلامية التي بنيتها شيئاً فشيئاً منذ ثلاث وأربعين سنة، وحتى يومي هذا، لأقول فيما أقول: إن مقاصدنا بخير، رغم كلّ ما تتعرّض له من قلّة تشوّش صفاء كثرة، في دائرة مجتمع الخير في لبنان، وتعمل على تعكير نقاء نهر العطاء المقاصدي الذي لا ولن ينضب بإذن الله تعالى، ما دامت المقاصد تصدح برسالة "الفجر الصادق"، الذي خطّ أسسه أجدادنا وعلماؤنا الأجلاء منذ ما يزيد عن مئة وخمس وأربعين سنة، وما زال حيّاً نهتدي به كلما شغلنا شاغل عنه، سرعان ما نصوّب المسار ليتوافق مع بوصلته في تحقيق ما فيه خير مجتمعنا الإسلامي والوطني.

*إعلامي

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: