ب الصباحية: لودريان يواصل جولته اليوم.. تؤسس لتفاهم اقليمي دولي حول الملف اللبناني

1035040984_717_0_3533_2816_1920x0_80_0_0_749639ba54dedaf863cf9c017b0d15e6

لم ينتظر المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الوزير السابق جان ايف لودريان تصنيفات الساسة اللبنانيين والاعلام اللبناني لتثبيت مواصفات مهمته "الاستثنائية" التي يبدو واضحا انها ستطول، فسارع بنفسه غداة وصوله الى بيروت الى تأكيد الطابع الاستطلاعي لجولته الراهنة واعدا بزيارات أخرى مما يبقي الباب مفتوحا على توقع الانتقال من الاطار "الاستطلاعي" الى طرح خطة او وساطة فرنسية جديدة .وإذ بدا لافتا اختيار لودريان لمحطة بكركي وحدها، من دون كل المحطات الأخرى في لقاءاته السياسية حتى قصر الصنوبر نفسه، لاطلاق تصريحه الأول والوحيد حتى الان، فربما تشكل التأكيدات التي نقلت عنه بان المرحلة السابقة طويت وأن مرحلة جديدة بدأت من خلال جولته وان الاساس يبقى الحوار اللبناني اللبناني، ابرز الانطباعات التي شكلت خلاصات اليوم الثاني الماراثوني من لقاءاته وجولته الممتدة حتى ساعات الليل.وتكشف أوساط مطلعة على محطات عدة من لقاءات لودريان لـ"النهار" ان الموفد الفرنسي لم يناقش فكرة انعقاد طاولة حوارية برعاية فرنسية حتى اللحظة، لكنه طرح نقاطا محدّدة وسط أسئلة منطلقة من مقاربة الخيارات الممكنة. وهو لم يتحدث مباشرة عن دعم مرشح معيّن بل تطرّق إلى الاصطفافات السياسية القائمة وضرورة الوصول إلى حلول ناجعة. وأوضح لمن التقاهم انه جاء في إطار زيارة استطلاعية بهدف طرحه للأسئلة والاستماع إلى أجوبة لمعرفة الآراء وإلى أي مدى هناك إصرار على مواقف معينة من القوى السياسية، مع الاستماع إلى سبل الحلّ على مستوى رئاسة الحكومة، وماذا يمكن أن تفعله، وأنه يتوجب بداية انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل مجلس للوزراء كامل الصلاحيات مع التأكيد على قيام الحكومة بواجباتها رغم أنها لا تتمتع بالصلاحية الشاملة. وقد كان لودريان مستمعاً أكثر منه متحدّثاً، وأكّد أنه سيعود بعد شهر بهدف جوجلة الأفكار والطروحات التي يناقشها. وطرح لودريان مجموعة أسئلة معبراً عن معرفته بكيفية انقسام البلاد على مستوى الرئاسة.وعلم ان مرشح فريق المعارضة و"التيار الوطني الحر" الوزير السابق جهاد ازعور تلقى اتصالا لتحديد موعد اجتماع مع لودريان الموجود في بيروت ، فابلغ ازعور الجهة الفرنسية انه خارج لبنان، وهو الان في واشنطن وتم الاتفاق على تحديد موعد لاحق بين الطرفين. ويأتي طلب لقاء ازعور من ضمن العزم الفرنسي على الاجتماع بالمرشحين لرئاسة الجمهورية ممن نالوا اصواتا في الجلسة الانتخابية الأخيرة.واشارت مصادر سياسية إلى أن خلاصة لقاءات لودريان مع المسؤولين والسياسيين الذين التقاهم حتى الان، بأنه لا يحمل اي مبادرة او طروحات فرنسية جديدة او بديلة عن المبادرة التي تم فيها دعم ترشيح فرنجية للرئاسة وسلام لرئاسة الحكومة، ولفتت الى انه لم يتطرق الى المبادرة المذكورة، لا من قريب اوبعيد، وحرص في بداية كل لقاء على طرح سؤال واحد على من يلتقيهم، وهو كيف يمكن الخروج من الازمة الخطيرة التي يتخبط فيها لبنان حاليا، وما هي الحلول الممكن مقاربتها، وتلقى قبولا من كافة الاطراف، لان البديل لحل الازمة، مزيد من انهيار وضعف المؤسسات والادارات العامة، وبالتالي تزداد الامور سوءا، ويصعب على الدول والمؤسسات المالية الدولية مساعدة لبنان للخروج من ازماته.وعليه، خرج الجميع رابحا من جولة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، فكل من زاره او التقاه في قصر الصنوبر، سرب عبر مصادر، او صرح، قائلا «بانه مرتاح والاجواء ايجابية». «بنشعي» مرتاحة و«معراب» ايضا «البياضة» كذلك، وقبلها بكركي «وعين التينة»، وحزب الله. رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يؤكد ان المبادرة الفرنسية طويت،واصبحت من الماضي، في المقابل لم يشعر رئيس تيار المردة سليمان فرنجية انه تم التخلي عنه فرنسيا، على عكس ما استشفت «معراب» من اللقاء مع لودريان. كل «يغني على ليلاه»، فاما يترجم هؤلاء ما يقوله المبعوث الفرنسي كما يناسبهم، او ربما يتقصد لودريان «المستطلع» اسماع كل طرف ما يطربه في غياب مبادرة فرنسية واضحة المعالم. ولهذا كل الاطراف ترى نفسها «رابحة» في هذه الجولة التي ستكرس الانقسام اللبناني على اوضح وابهى صوره، وسيعود لودريان الى بلاده وهو على قناعة تامة بانه لن يستطيع بالدبلوماسية الناعمة اقناع احد بتغيير موقفه، والمهمة التي سبق ووصفها دبلوماسي فرنسي بانها شبه مستحيلة تبدو مستحيلة بعدما تبين للفرنسيين انه اذا بقيت المعطيات الراهنة على حالها ولم تتغير مواقف الدول المؤثرة على الساحة اللبنانية وتتخذ قرار التدخل على نحو مباشر لفرض تسوية، فان فرص النجاح تبقى ضئيلة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: