تتعاطى المملكة العربية السعودية باستراتيجية وديبلوماسية متقنة مع كل دول العالم وفي كل ملف على حدة، وبالتالي إنّ المملكة دولة كبيرة لها موقعها وحضورها، وهذا ما يؤكد بأنّ ما تقوم به تجاه لبنان إنّما هو نابع من أجل خلاص هذا البلد من أزماته ومعضلاته، وهي ليست في وارد الرد على هذا وذاك من الذين يطالبون أن تحسم موقفها ويُنتخب الرئيس اليوم قبل الغد، فالمملكة لا تتدخل في شؤون لبنان الداخلية ولا في زواريبه الضيقة بل هناك سفير هو الدكتور وليد بخاري يقوم بدوره على أكمل وجه وهو من حافظ على العلاقات اللبنانية – السعودية عندما حصلت تلك الحملات وجرى تهريب للكابتاغون، فكان له دور بارز على هذا الصعيد وأبقى العلاقات قائمة ولم تصل إلى حد القطيعة، وهذه سابقة تُسجّل لديبلوماسي عريق كالسفير البخاري.
لذلك جل ما تقوم به السعودية في لبنان اليوم هو دعمه على الصعد كافة، وثمة جالية لبنانية في المملكة هي الأكبر تحظى بأكبر رعاية من المسؤولين السعودية والمعنيين، وعليه إنّ المملكة تعمل مع فرنسا وعبر اللقاء الخماسي على انتخاب الرئيس اليوم قبل الغد، ولكنّها لن تسمي أي مرشح أو تضع فيتو على هذا وذاك، بل تدعو لضرورة أن يُنتخب الرئيس لأنّها حريصة على لبنان.
