الديبلوماسية تتقدم الى الآن في ما خصّ التطورات الامنية في الجنوب وتسعى اسرائيل من خلال الوساطة الى ازالة الخيمتين اللتين نصبهما حزب الله عند الحدود، في وقت ابلغ الجانب اللبناني اليونيفيل ضرورة ان "تتراجع اسرائيل من شمال الغجر التي تعتبر ارضاً لبنانية". اما حزب الله فنُقل عنه قوله انه ليس بوارد ازالة الخيمتين في الوقت الحالي، وهو مستنفر وفي اعلى جهوزية تحسباً لاي رد فعل اسرائيلي. حتى الآن الخيار الديبلوماسي متقدم ولكن هل يمكن ان نشهد جولة قتالية جديدة او تصعيداً ميدانيّاً خصوصاً واننا على ابواب ذكرى حرب تموز؟
العميد الركن نزار عبد القادر استبعد عبر LebTalks حرباً جديدة وفقاً للمعطيات المتوافرة منذ العام 2006 الى اليوم. واعتبر ان اسرائيل لا تريد حرباً ولا حزب الله يريد حرباً او تصعيداً، و"هذه المعادلة تسري منذ ان اتفق الجانبان على قواعد اشتباك بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا. فالطرفان ملتزمان التزاماً كاملاً بعدم ارتكاب اي انتهاكات على الخط الازرق، امّا مزارع شبعا وتلال كفرشوبا فيعتبرها الجانبان خارجة عن القرار 425 وهي ليست جزءاً من الخط الازرق ولا ينطبق عليها الهدوء".
واعتبر عبد القادر ان اسرائيل ليست بحاجة الى اي تصعيد لان حدودها الشمالية هي من اكثر الحدود هدوءاً مع اي دولة عربية اخرى، امّا حزب الله فهو يعلم ان اي تصعيد سيأتي على حساب بيئته الجنوبية الحاضنة وهو حريص على ان لا يحدث اي شيء يؤدي الى حالة فلتان وهذا الامر اثبته في حادثة صواريخ القليلة.
وشدّد عبد القادر على حرص الطرفين على الالتزام بقواعد ومندرجات القرار 1701 على طول الخط الازرق، لافتاً الى ان اي خلل قد يحدث يحاول الطرفان فيه الى القيام بردّ محدود وذلك لرفع العتب وللاستغلال الداخلي.
في المقابل، اكد عبد القادر ان الهدنة الطويلة يمكن ان تتبدل الحال فيها في حال تعرّضت ايران لاي قصف اسرائيلي لمنشآتها النووية، عندها تأتي الاوامر لحزب الله للرد بما يملكه من اسلحة على هذا الخرق الاسرائيلي للامن الاستراتيجي، عدا عن ذلك ليس هناك من التزام واضح للردّ على اسرائيل مهما فعلت في الداخل السوري ضد المواقع الايرانية وضد مواقع حزب الله فهذا يبقى خارج معادلة الهدوء على طول الخط الازرق.
لكن عبد القادر استدرك قائلا: "ان الحرب ليست نتيجة فعل يقوم به فاعل عقلاني، ففي بعض الاحيان تندلع الحرب عن طريق الخطأ كما حصل في تموز 2006 حيث اعترف بالخطأ السيد حسن نصرالله عندما قال "لو كنت اعلم".
اذاً لماذا تتمّ اليوم إثارة موضوع قرية الغجر؟
يجيب عبد القادر بالاشارة الى ان اسرائيل افتعلت موضوع الغجر واقامت سياجاً وضمّت الجزء الشمالي للقرية، ولكن يضيف، "ان قرية الغجر ليست قرية لبنانية بالاساس، الارض لبنانية من دون شك، ولكن القرية سكانها سوريون وليسوا لبنانيين احتاجوا الى مزيد من المساحات ويبدو انهم لم يتمكنوا من التوسع او اقامة ابنية جديدة على الاراضي المحيطة بالغجر بسبب الضوابط الاسرائيلية فامتدوا شمالا ليبنوا جزءاً من مدينتهم على الاراضي الداخلة ضمن الارض اللبنانية وكان يفترض بالامم المتحدة ان تحل هذه المشكلة بمجرد ان قُسّمت القرية قسماً لبنانيّاً وقسماً داخل المنطقة المحتلة، ولكن الاسرائيلي لم يحترم هذا الموضوع وبين الحين والآخر نرى هذا الاشكال يتجدد كل فترة".