يترقب لبنان زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان وما يمكن ان يحمله من افكار تعيد اعادة تحريك المياه الراكدة في الملف الرئاسي. زيارة لودريان يفترض ان تحصل بعد اجتماع اللجنة الخماسية المعنية بالملف اللبناني والذي سيعقد اليوم في الدوحة حيث يتردد ان لودريان سيكون مشاركاً فيه.
العنوان الاساس لخماسية الدوحة، حسب المعلومات المتداولة، البحث في خيار ثالث في اطار طاولة حوار تجمع مختلف القوى السياسية في لبنان، وسط تشكيك البعض بجدوى هذا الحوار في ظل تمسك الثنائي الشيعي بمرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وفي اعقاب حديث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن رئيس يكون “الضمانة” للمقاومة.
الكاتب والمحلّل السياسي مروان متني استبعد في حديث لـ LebTalks اي حلّ يمكن ان يخرج من اللجنة الخماسية لان “ازمة لبنان عميقة والانقسام حول رئيس الجمهورية يشكل احد مظاهرها وليس جوهرها”. واشار الى ان، “مقابل التفاهم الضمني الاميركي- السعودي- القطري حول قائد الجيش العماد جوزيف عون بصفته المرشح الانسب لتولّي سدة الرئاسة في هذه الفترة، هناك موقفاً للثنائي الشيعي ثابتاً وغير قابل للتغيير اقلّه علناً بدعم سليمان فرنجية”. واكد انه لا يرى حظوظاً لاجتماع اللجنة طالما ان حزب الله ليس طرفاً في التفاوض.
متني لا يبدي تفاؤلاً ايضاً ازاء مهمّة لودريان الذي “لن يستطيع احداث اي خرق”، بالرغم من اعترافه بتخصصيّة الرجل واحترافيته وعمق معرفته بالدولة الفرنسية ومصالحها وببعض جوانب الازمة في لبنان.
واكد ان الاختراق مستبعد طالما هناك تمسّك من الثنائي بترشيح فرنجية وطالما هناك ممانعة من خصوم الثنائي وتحديداً من القوات اللبنانية والكتائب والمستقلين من وصول فرنجية، وبالتالي “فان لودريان سيأتي لتعبئة الفراغ ومهمّته هي محاولة لادارة الشغور”.
متني راى ان الحلّ داخلي بحت “لان الازمة في جانب منها تتعلق بهوية لبنان ووجوده ودوره، وليس فقط بالاختلاف على رئيس للجمهورية انما اي لبنان سيخرج من تحت الركام، ولا خطوط حمر لحلّها حتى وان وصل البحث بتغيير النظام”.
وذكّر بانّ “اللبنانيين راهنوا على التفاهم السعودي- الايراني والى الان لم تصل تداعياته الى لبنان، وراهنوا على اتفاق نووي بين ايران والولايات المتحدة الاميركية وهذا التفاهم لم يأت، كما ان اي تفاهم جزئي اميركي- ايراني لن ينعكس على لبنان لانّ ازمته داخلية عميقة ويجب على اللبنانيين ان يكونوا السبّاقين والمبادرين لحلّها”.