بات محسوماً أن مهمة الموفد الفرنسي الرئاسي جان ايف لودريان الى بيروت، وكل ما قام به من اتصالات ولقاءات في الداخل اللبناني والخارج، هو مغايرٌ بشكل جذري عن مهمته الأولى التي انتهى مفعولها، خصوصاً الحوار الوطني أو أي فكرة قد يتم التداول بها من أجل الوصول الى لقاء حواري تشاوري أو عقد مؤتمر في الداخل والخارج، فهذه العناوين تبخّرت بعد عقد مؤتمر الدوحة وصولاً الى زيارة لودريان الى جدّة حيث كان اللقاء مفصلياً، وتالياً فإن السفير السعودي في لبنان الدكتور وليد البخاري، ومن خلال زيارته الى دار الفتوى، أكّد المؤكد بأن الطائف باقٍ وهو عنوان أساسي ولا يمكن المسّ به تحت أي ذريعة، لأنه يُقحم البلد في سجالات ونزاعات ويُدخله في المجهول.
وعلى هذه الخلفية، كان البيان المشترك الذي صدر من دار الفتوى بعد لقاء السفير البخاري بالمفتي عبد اللطيف دريان، لذلك فإن كل ما قيل عن حوار من هنا وهناك، أضحى من الماضي لأن الأساس هو انتخاب رئيس للجمهورية، ما سيسعى اليه لودريان واللقاء الخُماسي، إذ يشدّد ويعوّل عليه السفر البخاري لأنه عنوان أساسي لكل اللبنانيين وإلا فإن الشغور سيكون له مفاعيله السلبية ويرفع من منسوب الانهيار في البلد على الصعد كافةً.
