” إذا الظلم بيربح جولة… الحرّية قدر الأبطال”، هذه المقولة تختصر السنوات الـ 11 التي قضاها الدكتور سمير جعجع في السجن.
انه قدر الاحرار الذين يقفون شامخين فيصمدون امام التحديات، يواجهون ولا يهربون، هي سمة الاقوياء والشجعان فقط، لا يساومون ولا يستكينون، لا يضعفون امام المناصب، ولا يبيعون الكرامة مهما كانت التضحيات والاثمان.
انه ” الحكيم”… او اللقب الاحبّ الى قواته ومناصريه… حمل صفات لا تتواجد في زمن المساومات والسقطات والرهانات المربحة، قلائل يواجهون الظلم والافتراء بالقوة والعنفوان، ولا يتراجعون مهما كانت التبعات، ُخيّر بين السفر والهروب أو البقاء والمواجهة، فبالتأكيد إختار المواجهة، فسكن سجنه الصغير ليصبح قلعة عنفوان خرج منها بعد 11 عاماً، فأخرج معه الوطن المكبّل بالقيود في 26 تموز 2005
في الذكرى الـ 18 لحريته، نستذكر المعاناة والظلم والدروب الوعرة، التي قضاها رئيس حزب ” القوات اللبنانية ” في السجن مع بعض رفاقه، بالتزامن مع حل حزب “القوات”، الذي كان الهدف الاول، لانّ المهم إسكات صوت الحق واعتقال الصوت الصارخ، فتمّت ملاحقة وإعتقال العديد من القواتيين، ومنعهم من العمل السياسي، لكن وعلى الرغم من كل هذه الصور القاتمة، بقيت “القوات” راسخة وعصيّة على الضغوطات وما أكثرها، إعتقال في 21 نيسان 1994 على أثر فبركة جريمة تفجير كنسية سيدة النجاة، والتلاعب في التحقيقات ونبش القبور، وإستحضار ما جرى في الحرب وتشويعه الحقائق، وتلفيق ملفات غريبة عجيبة، سقطت في نهاية المطاف مع خروج الجيش السوري في نيسان 2005، وإنهاء حقبة النظام الامني اللبناني- السوري، وإقرار قانون العفو في مجلي النواب في 19 تموز من ذلك العام، تاريخ أطلق العنان لحرية “الحكيم” بعد إعتقال سياسي، فعاد الى الحرية بعد اسبوع من تاريخ إقراره.
خرج هو الى الحرية… فيما دخل الطغاة في مزبلة التاريخ، ليصبح لبنان محرّراً من النفود السوري وتبعاته، فعاد الحق الى الوطن ولو بعد حين، ليسترجع قائد ” القوات” المسيرة ويقودها من جديد، ويستعيد زخمها الذي لم ينطفئ ابداً على مدى تواجده في السجن، لا بل كان ذلك الزخم مشعّاً اكثر.
في الختام نقول:” وحده “الحكيم” سدّد فواتير الحرب، فيما إنتقل امراؤها من ساحاتها الى المناصب العليا، من مجلس النواب الى مجلس الوزراء، تقاسموا المغانم وباتوا حكاماً مزيفين، اما هو فأثبت انه قائد عن حق وحقيقة، اذ كان وما زال وسيبقى الرقم الصعب في المعادلة اللبنانية…
