لعبة توازنات تقف وراء انفجار الوضع العسكري بالأمس وبطريقة غير مسبوقة في مخيم عين الحلوة، في ضوء الصراع على الإمساك بالقرار العسكري في المخيم من قبل مجموعات فلسطينية متشددة تدور في فلك الممانعة وبين حركة "فتح"، والتي كانت قد تعرضت في الآونة الأخيرة لسلسة اعتداءات كان آخرها اغتيال قائد قوات الأمن الفلسطيني وأحد قيادات "فتح" أبو أشرف العرموشي و3 من مرافقيه.
ووفق مصادر فلسطينية مطلعة في عين الحلوة، فإن محاولات السيطرة على قرار المخيم أمنياً وسياسياً، من قبل "حزب الله" من خلال دعم الحركات الإسلامية ، بالتوازي مع تقديم المساعدات الإجتماعية على المستوى الشعبي، قد استدعت زيارة رئيس المخابرات العامة في السلطة الفلسطينية ماجد فرج، لبيروت منذ أسبوعين، حيث عرض مع المسؤولين اللبنانيين، مسألة الدعم على كل المستويات من قبل الحزب لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في المخيمات، كما في الداخل الفلسطيني، حيث أن القرار واحد من مخيمات لبنان إلى الضفة، وذلك كجزء وحدة الساحات، وبالتالي حذر المسؤول الفلسطيني من خطورة الإحتقان داخل مخيم عين الحلوة، وطلب تدخلاً لبنانياً، إلاّ أن المسؤولين اللبنانيين اعتبروا أن هذا الملف هو شأن فلسطيني داخلي.
ورداً على سؤال حول قدرة "فتح" على منع الإسلاميين ومن ورائهم حركة "حماس" والحزب على الامساك بالمخيم، تكشف المصادر نفسها، عن أن القوة الأكثر نفوذاً اليوم في عين الحلوة هي الإسلاميين والحركات الأصولية المتشددة التي مرت في العامين الماضيين، بمرحلة تحول كبيرة وانتقلت من التيار المتشدد الى التحالف مع حماس والإقتراب من الحزب.
وبالتالي، فإن معركة "فتح" مع الإسلاميين مفتوحة على أكثر من احتمال، ولكن المصادر تكشف أن الحزب لن يسمح بأن تسيطر "فتح"، ولذا فإن تدخلات عدة سوف تسجل في الأيام المقبلة من خلال اتصالات واجتماعات سياسية وأمنية تضبط الوضع ولكن وفق معادلة جديدة وتوازنات جديدة، مع العلم أن الواقع الأمني في المخيم، لا يسمح لاي فريق بأن يمتلك القرار بالكامل من دون معركة قاسية.