خالد حمادة ل LebTalks: ما يجري في مخيم عين الحلوة امتداد للانقسام الإقليمي … ولا دور للسلطة اللبنانية!

WhatsApp-Image-2023-08-01-at-5.01.26-PM

مع استمرار الاشتباكات في مخيّم عين الحلوة، كثُرت التحليلات والأقاويل حول أسباب اندلاعها. وفي هذا السياق، أكّدت مصادر متابعة لموقع LebTalks أن ما حصل "ليس مفاجئاً" نظراً للصراع الحاد بين السلطة الفلسطينية ممثّلةً بحركة فتح وحركة حماس، إضافة إلى منظمة الجهاد الإسلامي، وأشارت المصادر إلى أنه "منذ فترة بدأ توغّل حماس والجهاد الإسلامي، بدعم من حزب الله وإيران، يتوسّع في معظم المخيمات الفلسطينية في لبنان ولا سيما مخيّم عين الحلوة، مع وجود غرفة عمليات مشتركة مع حزب الله من دون إغفال أن اسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، كان قد زار لبنان لأكثر من مرة وتفقّد المخيّمات والتقى أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، والأمر عينه لمسؤول الجهاد الإسلامي زياد نخالة الذي بدوره زار لبنان والتقى نصرالله وتفقّد المخيّمات أيضا".

الخلفيات الإقليمية لاشتباكات عين الحلوة

ومن هذا المنطلق، فإنه لا بد من الحديث عن الخلفيات الفلسطينية والإقليمية وسواها التي تؤدّي اليوم إلى هذا الإنفجار داخل المخيّم، وهذا ما تحدّث عنه العميد الركن خالد حمادة لموقع LebTalks معتبراً أن "ما يجري في مخيم عين الحلوة ليس سوى امتداداً للانقسام الإقليمي القائم، ليس فقط حيال القضية الفلسطينية وطبيعة الصراع مع إسرائيل، بل حيال كل ما يتعلق بالحدود وتقاسم الثروات وشرعية السلطة والأمن، من الخليج العربي و اليمن والعراق، مروراً بالبحر الأحمر وحتى شواطئ المتوسط، وأيضاً حيال ما قد ينشأ من قضايا وعناوين في المستقبل".

ويضيف حمادة أنه "مع استحالة وجود تقاطعات مشتركة بين الدول المتموضعة على ضفتيّ الانقسام حيث تختلط سرديات الموروث الديني والتاريخي بالصراع على السلطة، يصبح العنف هو الوسيلة الوحيدة المتاحة للتخاطب، ويصبح مخيم عين الحلوة أحد ساحاتها.

ويشرح حمادة أن تعذّر التوصّل الى وقفٍ لإطلاق النار على مدى ثلاثة أيام، بالرغم من استحالة إحداث أي تغيير على الأرض "يُثبت أن أدوات التفجير المحلية لا تمتلك قرار التفاوض، بل تنتظر إشارة خارجية لم تأتِ بعد، وبالتالي فالرسائل المتوخاة من الإشتباكات ليست بين السلطة الفلسطينة ومعارضيها، بل هي رسائل مشفّرة عابرة للحدود ترسلها دمشق وطهران باتّجاه أنقرة والرياض والقاهرة لفكّ رموزها".

وتأتي هذه الإشتباكات بعد اللقاء الثلاثي المغلق بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وكلٍ من رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في أنقرة منذ أقل من أسبوع"، بحسب ما قاله حمادة، مضيفاً أنها تأتي بالتزامن مع انعقاد إجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في القاهرة بهدف "استعادة الوحدة الوطنية ووضع برنامج وطني للتصدي التحديات التي تواجه شعبنا وأرضنا"، كما ورد في المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس عباس في أنقرة ودعا فيه الفصائل الفلسطينية إلى اعتماد "المقاومة السلمية"، ليأتي الرد إثر كل ذلك من داخل مخيم عين الحلوة بإغتيال قائد قوّات الأمن الوطني الفلسطيني أبو أشرف العرموشي ومجموعة من مرافقيه لتبدأ بعد ذلك جولة جديدة من العنف داخل المخيم .

كيف يمكن وقف هذه الإشتباكات؟

يعتبر العميد حمادة أن لا دور فعلياً للسلطة في لبنان " أكثر من مراقب لِما يجري في المخيّم"، ويضيف أن الدولة اللبنانية ممثّلةً برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يمكن أن تكون قد أدركت "البعد الإقليمي لِما يجري، وأن أمن اللّبنانيين ليس من صلاحيات حكومة تصريف الأعمال، لذلك اكتفى بتوصيف مَن يقف وراء الإشتباكات بالجهات المشبوهة من دون محاولة للإتصال، ولو من قبيل الشكليات ورفع العتب بأي جهة عربية ذات صلة بالموضوع"، مشيراً إلى أنه في هذه المرحلة يمكن تسجيل غياب كلّي لحزب الله عن أي تدخّل معلَن، وإن ببيان إعلامي يدعو لحقن الدماء الفلسطيني ووقف الإقتتال بين الأخوة داخل المخيّم، والذي بطبيعة الحال لا يخدم سوى العدو الإسرائيلي.

العميد حمادة أضاف أن "دور الجيش اللبناني سيبقى محصوراً بالحفاظ أقله على أمن وسلامة اللبنانيين ومحيط المخيّم، وأن يضمن ألا تتوسّع رقعة الاشتباكات إلى مناطق أو مخيمات أخرى، معتبراً أن "الوضع حالياً لا يشبه أيام الرئيس السنيورة، ما يُلغي احتمالية تدخّل الجيش واتخاذه إجراءات حاسمة لأننا اليوم في مكان آخر محلياً وإقليمياً، فالدولة غير قادرة على فرض هيبتها حتّى بأسخف الأمور"، وختم حمادة مشيراً إلى أن تداعيات ما يحصل في عين الحلوة ستكون إقليميّة "لأن ما يحصل في المخيم موجّه ضد الرياض وأنقرة والقاهرة، وهو تمرّد على قرار فلسطيني له دعم من الأطراف الثلاثة المذكورة، وباعتقادي فإن ردة الفعل الكبيرة ستكون حصراً في غزّة، من خلال محاصرتها أكثر ومحاولة إخضاع قرار الجهاد الإسلامي والفصائل الإسلامية في غزة، وهذا سيكون الرد على ما يحصل في عين الحلوة".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: