في الذكرى الثالثة لانفجار بيروت الكارثي، غرّد وزير العدل السابق سليم جريصاتي "واعظاً" : "فلترفع السياسة يدها عن القضاء، وليضع بعض القضاء حدًا لخلافاته حفاظًا على الصورة والهيبة، ولتتحقق العدالة بعد تحرير قلم المحقق العدلي من الاغلال، فيعود العدل في لبنان الى ألقه وعاصمته التي كانت في زمن بعيد مرضعة الشرائع وفي يوم أقرب قوس الشرق".
في عهد الرئيس بشارة الخوري كان لشقيقه سليم دور كبير في تسيير الحكم والسلبطة فسمي بـ"السلطان سليم". في عهد العماد ميشال عون لعب الوزير جريصاتي الذي كان أيضاً مستشار الرئيس وأحد "طباخي" قصر بعبدا دوراً أساسي في التدخل بالقضاء والملفات وإبتكار "تخاريج" و"خزعبلات" قانونية، فإعتبر كثر أنه "السلطان سليم" نسخة القرن 21.
السؤال "بلا زعل": ماذا عن يده في عهد عون؟ وتدخلاته وإتصالاته وشهره "سيف" التشكيلات لتطويع أي قاض؟
ماذا عن عرقلته مساعي العمل على إستقلالية القضاء وسحبه التعديلات التي سعى مجلس القضاء الأعلى لإدخالها على المادة الخامسة من قانون القضاء العدلي والتي تُحدد صلاحية مجلس القضاء الأعلى وتمنح وزير العدل صلاحيات واسعة؟
ماذا عن اتّصله هاتفياً بقاض أمام عدسة الكاميرا، هو رئيس محكمة الجنايات في بيروت القاضي هاني الحجّار في قضية مقتل جورج الريف ومخاطبته قائلاً: "ليك ريّس، هذا الملف صادم للرأي العام، وأنا أضعه على مكتبي ضمن الملفّات الساخنة (العبارة الأخيرة قالها بالإنكليزيّة Hot). خلّيني كمّل لو سمحت… بدّي منّك شغلة….لا أريد أن أخلق سابقة في هذا الملف بأن هناك هيئة محكمة بأكملها، وأنا أتحدث هنا عن جنايات بيروت، وعلى باب مناقلات، فتطير بملف مثل هذا الملف.. أنا أتكلّم معك لأنك ابن الحجّار وابن عبد المنعم الحجار. أنت حبيبي، فالله يوفقك وبشوف وجهك الحلو عن قريب. لكن بـ13 (حزيران) بدّك تعطيني شي نوعي لكون فخور فيه". يتوجّه الوزير بعد ذلك إلى زوجة الريف، قائلاً: "شيري، دمعك هون بيسوى كل شي في عدليّة".( نقلاً عن صحيفة "الاخبار" 9/7/2018)
ماذا عن التشكيلات القضائية التي تسببت بتأخير التحقيقات في إنفجار المرفأ؟
ماذا عن حضور رئيس وحدة "التنسيق والارتباط" في حزب الله الحاج وفيق صفا شخصياً الى قصر العدل في بيروت في 20/9/2021 لإيصال رسائل تهديدية للمحقق العدلي القاضي طارق البيطار والمطالبة بـ"قبعه"؟ لماذا لم نسمع صوت جريصاتي الضنين على القضاء وتحقيق العدالة؟
صدق المثل القائل: "الجمل لو شاف حردبتو، كان وقع و انقصفت رقبتو".