بقلم أنطوان سلمون
امام كل جريمة “بسيطة” او “معقدة” تنطلق التحقيقات من “أصحاب السوابق” في ارتكاب هذا النوع من الجرائم بافتراض أرتكابهم لها او “بالظنّ” بهم قبل الإدانة القضائية المبرمة.وهذا مشروع في أصول التحقيقات في كل دول العالم ومنها لبنان طبعا…وهذا ما يحصل في مكاتب التحقيق الأمنية والقضائية وحتى العسكرية والضوابط العدلية.
في الذكرى الثالثة لتفجير المرفأ نطرح الكثير من التساؤلات المشروعة والمحقّة عن تراكم المصادفات وكما نعود الى “السابقات” في تخزين واستيراد وتصدير واستعمال “النيترات”…بعيداً عن الإتهامات والإدانات وحتى لو كانت من البيّنات.
في التساؤلات
1-كيف نصدق ان أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله لم يكن على علم بوجود 2750 طن من نيترات الامونيوم في مرفأ بيروت وعلى مقربة من معقل حزبه في الضاحية ..تماما كما طُرح السؤال سابقاً كيف بالإمكان ان نصدق ان نصرالله وحزبه لم يكونا على علم بشاحنة الميتسوبيتشي المحملة بطن من ال”ت.ن.ت” بينما كانت تسير بسرعة بطيئة من الضاحية الجنوبية لتنفجر في السان جورج في 14 شباط 2005؟
2-كيف يستقيم نفي نصرالله في 7 آب 2020 ان يكون لحزبه اسلحة او ذخائر او صواريخ او نيترات في مرفأ بيروت مع عدم استبعاده في 14 آب 2020 فرضية الاستهداف الاسرائيلي لمرفا بيروت؟كذلك كيف يستقيم نفي نصرالله مع فرضية الصاروخ الإسرائيلي الذي لم يتسبعده رئيس الجمهورية السابق ميشال عون في 7 آب 2020؟
3-كيف يتباهى نصرالله بمعرفته بأدق التفاصيل عما يحتويه مرفأ حيفا البعيد من نيترات الأمونيوم في 16 شباط 2016 وينكر في 7 آب 2020 أدنى معرفة له بما تحتويه عنابر ومخازن مرفأ بيروت ؟
4-لماذا عرقل حزب الله ويعرقل التحقيقات القضائية اللبنانية بكل ما أوتي من قوة السلاح والضغط والتهديد في جريمة تفجير مرفأ بيروت ولماذا يحمي “المتهمين” المُسْتَدعين للتحقيق؟
5-لماذا اغتيل كل من العقيد جوزيف سكاف والعقيد جوزيف أبو رجيلي والمصوّر جوزيف بجاني والذين كانوا على صلة بملف المرفأ بشكل أو بآخر؟
في السابقات
1-تموز 2012 إعتقال عنصر من الحزب في قبرص إسمه حسين عبدالله بعد إكتشاف ٨٫٢ طن من نيترات الأمونيوم في قبو منزله في لارنكا…
2_في 18 تموز 2012: مقتل 5 سياح إسرائيليين في تفجير في مدينة بورجاس الساحلية البلغارية، واستخدمت في التفجير الذي اتهم فيه حزب الله نترات الأمونيوم.
3-آب 2015 إعتقال 3 عناصر من الحزب في الكويت(خلية العبدلي) بعد إكتشاف ٤٢٠٠ “باوند” من نيترات الأمونيوم و ٣٠٠ باوند من متفجرات ال “سي 4” واسلحة في منزلهم.
2017-4 :السلطات البوليفية تداهم مخزناً كبيراً تابع للحزب وجد فيه كميات من المتفجرات كافية لإنتاج قنبلة بوزن ٢٫٥ طن
2020-5: ألمانيا تصنف حزب الله حزباً إرهابياً، وتداهم عدة مخازن جنوب البلاد وجد فيها كميات كبيرة من نيترات الأمونيوم المستخدمة في صناعة المتفجرات… وكان وزير الداخلية الالماني توماس ستروبل قد أوضح “أن حزب الله خزن مئات الكيلوغرامات من مادة نيترات الأمونيوم في ألمانيا لصنع القنابل وتنفيذ هجمات “إرهابية حول العالم “
6-في 20 آب 2020 :ذكرت صحيفة “دي فيلت” الألمانية أن الحزب تسلم في 16 تموز 2013 أول شحنة من نيترات الأمونيوم من الحرس الثوري الإيراني، وكانت بوزن 270 طنا، قيمتها 179.399 يورو، فيما تسلم الثانية في 23 تشرين الأول، وكان وزنها 270 طنا أيضا، وقيمتها 140.693 يورو. أما الشحنة الثالثة، بحسب ما اطلعت عليه “العربية.نت” مترجما من موقع الصحيفة ، فكميتها غير معروفة تماما، وكذلك قيمتها، فيما تم شحن الكمية الرابعة في 4 نيسان 2014 وكانت بوزن 90 إلى 130 طنا، معدل قيمتها 61.248 يورو.
7-في 16 أيلول 2020: كشفت صحيفة “دي فيلت” الالمانية ان حزب الله عاود عمله في افريقيا مجدداً…. حيث قام خلال السنة الاخيرة بنقل مادة النيترات المتفجرة على متن سفينة تجارية من بيروت الى نيجيريا عبر احد الموانئ الاسبانية معرضا حياة عمال الموانئ والسفن وغيرهم من المواطنين في لبنان واوروبا وافريقيا للخطر الكبير… ولدى وصول السفينة التابعة لشركة شحن فرنسية الى نيجيريا في حزيران 2019 تم توقيفها وتفتيشها من قبل خبراء المتفجرات حيث تم العثور على حاوية مواد غذائية تحتوي على كمية من نترات الامونيوم واقراص الهكسامين التي تم اخفاؤها داخل عبوات الملح… واعتقل المدعو محمد علي زريق (احد عناصر حزب الله، مواليد 1985، تقيم عائلته في بلدة الخيام) بتهمة تورطه في ارسال الحاوية.
وحينها، ضغط حزب الله على الحكومة اللبنانية لتقوم بدورها بالضغط من أجل إطلاق سراح زريق في نيجيريا. وبالفعل، جرى نقل الرجل إلى السفارة اللبنانية في نيجيريا، بشرط عدم مغادرة المبنى. ليتم تهريبه فيما بعد الى لبنان وفق المعلومات التي حصلت عليها “دي فيلت””.
8-في 21 تموز 2021: نشرت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية مقالاً للكاتب رينو جيرار، تحت عنوان “التمرين الصعب لفرنسا في لبنان”، تناول فيه الوضع بلبنان بشكل عام، مروراً بثورة 17 تشرين الاول 2019 وانفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي… وذكر في المقال أن حزب الله خزّن نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت لصالح النظام في سوريا.
9-في ٢٤ آب 2020: تقرير عن مركز أبحاث روسي باللغة الروسية: تحت عنوان:”العنبر 12 موّن براميل الأسد بالأمونيوم”:منذ نهاية العام 2013 تقريباً، بدأ نظام بشار الأسد يستخدم البراميل المتفجّرة في قصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، وهي عبارة عن براميل نفط قديمة محشوّة بمواد متفجرة ومعدنية وخردة، يتمّ إلقاؤها بواسطة المروحيات من علو منخفض وكانت كميات نيترات الأمونيوم التي ينقلها “حزب الله” من مرفأ بيروت، وتحديداً من العنبر 12 الذي كان تحت سيطرته بالكامل، هي الحشوة الأساسية لبراميل الاسد”
10-في 10 شباط 2023:مساعد وزير الخارجية الأميركية السابق لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر:”لماذا يشعر “حزب الله” بالحساسية الشديدة تجاه متابعة التحقيق في جريمة المرفأ إذا لم يكن مسؤولاً عن هذا الأمر بشكل أساسي؟ أعتقد أنّ هذا يؤدّي إلى إثارة الشكوك …حزب الله لديه وصول إلى المرفأ وهو أمّن نيترات الأمونيوم لنظام الأسد الذي استخدمها كبراميل متفجّرة ويبدو أنه لا يزال هناك الكثير من النخب الذين يستثمرون في هذا النظام الفاسد لقتل شعبه”
واخيراً نختم مما سبق:اللهم نجّنا من اللاحقات.