تعرف اللبنانيون للمرة الأولى على "حقيقة" وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد مرتضى، عندما قال في مجلس الوزراء : "نازل آخدو لعلي حسن خليل نكزدر عالمنارة وخلي إبن مرا يوقفو" … بهذا الموقف أطلق مرتضى شرارة الفوضى في الشارع ضد القرارات القضائية في جريمة تفجير مرفأ بيروت.
لم يتأخر الرد من قبل اللبنانيين على وزير "الثنائي الشيعي "، حيث هتف ثوار مشاركون ضده خلال مشاركته بحفل فني في الأونيسكو.
لم يتأخر وزير الثقافة في الحكومة التي وصفت عند تشكيلها بالحيادية، في عرض عضلاته في كل مناسبة والتعبير عن لسان حال الثنائي الشيعي وكأنه ناطق باسم فريق الممانعة، وليس وزيراً للثقافة.
وبعيداً عن السياسة وعن الثقافة، حمل الوزير "القوي" ثقافته غير المطابقة لثقافة الوزارة التي يتولاها ، وطبقها في قراراته ضد "باربي" أو ضد أهالي الكحالة ولو انه تراجع لاحقاً عن "تمجيد قاتل فادي بجاني"، ثم في مقاربته اقتراح قانون قدمه نواب إلى المجلس النيابي، مجسداً ثقافة الطائفية وليس الثقافة اللبنانية .
لا يمكن تعداد مواقف وقرارات وزير الإستعراض والإستقواء بعضلات الحزب وسلاحه، فهي معروفة على مواقع التواصل الإجتماعي كما في مجلس الوزراء ولكنها تفضح وعند كل محطة، لغة هذا الوزير التي تختصر سلوك فريقه الطائفي"، واستقوائه على قرار لبنان في السياسة والأمن والقضاء والمال والإقتصاد وسحقه لأي ثقافة غير ثقافة الحزب.
قد لا يعرف اللبنانيون أن الوزير القاضي قد أيد فتوى الخميني بقتل سلمان رشدي، وربما سيؤيد فتاوى محلية قد تصدر بحق لبنانيين وهذا ما هو الأخطر من المواجهة مع "باربي" أو مع الحرية الشخصية أو مع الدفاع عن النفس وهي عناوين يرفضها خطاب العنصرية لدى الوزير المذكور الذي يفتقد أحياناً أدوات التعبير فيستخدم مفردات الملاكمة مع خصومه وهم غالبية الشعب اللبناني "المثقف".