هل يدخل نفق سليم سلام نفق العتمة بعد انتهاء عقد الصيانة والتشغيل مع بلدية بيروت؟
أكثر من مفاجأة ظهرت لدى الإطلاع على تفاصيل عقد تنفيذ مشروع نفق سليم سلام، وهو النفق الوحيد الذي لا تغيب فيه الإنارة خلافاً لكل الأنفاق في لبنان، تدفع للتوقف عندها كما توقف المعنيون والمواطنون وسكان بيروت، الذين يمرون في هذا النفق.
ويصح القول بأن الإنارة في هذا النفق تشكل نموذجاً لما كان يجب أن تكون عليه الإنارة في أكثر من نفق في لبنان. فالمواصفات التي وضعتها بلدية بيروت قد نفذت بالكامل من قبل الشركة المتعهدة وهي JCC ، التي اعتمدت معايير عالمية في عملها وبإشراف شركات عالمية ومنها شركة apave الفرنسية، فيما إنارة النفق مصممة عبر شركة “فيليبس” ومرفقة بكفالة لمدة خمس سنوات،
ومراوح شفط الهواء تعمل لتنقية الهواء وحجب التلوث عن جيران النفق، والبلاط في النفق مقاوم للتلوث.
وخلال التدقيق بالأرقام المالية، يثبت زيف بعض الإدعاءات بأن قيمة العقد تبلغ ١٨ مليون دولار كما أشيع سابقاً ، لأنها في الواقع تبلغ ١١ مليار ليرة أي ٧ مليون دولار ومن ضمنها مليار و٣٠٠ مليون ليرة كلفة صيانة وتشغيل لفترة سنوات، فيما كان مفاجئاً أن الكلفة ارتفعت ب٩٠ ضعفاً بالمقارنة مع المبلغ الذي دفعه المتعهد، حيث أنه دفع في السنة الأولى ٢٠ مليار ليرة كثمن للمازوت المخصص للإنارة و٣٠ ملياراً للسنة الثانية و٤٠ ملياراً في السنة الثالثة و٤٠ ملياراً في السنة الرابعة، بالإضافة إلى كلفة الصيانة التي دفعها المتعهد بالدولار الفريش.
محافظ بيروت مروان عبود، كشف في هذا السياق أنه بعد الإنهيار المالي ، بادر كل المتعهدين إلى وقف أعمالهم ومشاريعهم أو خفضوا نوعية الخدمة ، حتى أن بعضهم “قام بابتزازنا لأنها كنا في موقع ضعف نتيجة انهيار الليرة، إلا الشركة المتعهدة لمشروع نفق سليم سلام التي لم تحدث أي مشكلة، التي سلمت المشروع إلى البلدية في الوقت المحدد “. وقال عبود إنه سأل النيابة العامة المالية والمدعي المالي من أجل إعطاء براءة ذمة للمتعهد واستلام المشروع ، فكان الجواب أنه بعد دراسة المشروع والتدقيق فيه لناحية مواصفات الإنشاء وأن التنفيذ جاء مطابقاً لدفتر الشروط ولا مانع لاستلامه.
إلا أن البارز هنا يكمن في أن شركة JCC قد وافقت على استمرار أعمال الصيانة والتشغيل من دون مقابل رغم انتهاء العقد وأكد عبود أنه طلب من المتعهد استكمال أعمال الصيانة والتشغيل بصورة مجانية فوافق وهو ما شكل مفاجأةً وسابقة على هذا الصعيد.
هذا النفق يشكل نموذجاً يؤكد ضرورة إبرام عقود صيانة وتشغيل بعد الإنشاء أن يتصرف المتعهدون كما تصرفت هذه الشركة لأن لبنان والعاصمة بحاجة إلى أمثال هؤلاء في الأوقات الصعبة .
