بو كسم “مش فاهم كوعو من بوعو”؟!

WhatsApp Image 2023-08-22 at 7.20.15 PM

جدل أثاره توقيع 9 نواب من كتل نيابية عدة في 12/7/2023 على اقتراح قانون لإلغاء المادة 534 من قانون العقوبات اللبناني التي بدأ العمل بها منذ 1/3/1943 والتي تنص على: “كل مجامعة على خلاف الطبيعة يعاقب عليها بالحبس حتى سنة واحدة”.

هذا الجدل ترافق مع حملة مضللة تدعي ان هذا الاقتراح يرمي الى تشريع المثلية أو زواج المثليين، ما إستدعى عدة توضيحات من النواب الموقعين الذين شدّدوا على انهم لا يهدفون الى تشريع المثلية أو زواج المثليين أو الى الترويج لذلك بل يجمعون على رفض ذلك. كما أكدوا ان الهدف من إلغاء هذه المادة وقف التجاوزات التي تتكاثر متذرعة بها حيث يُلجأ إليها انتقائيا واستنسابيا لتوقيف بعهضم او للضغط على الموقوفين خلال التحقيقات وتعنيفهم بأساليب لا أخلاقية ولا إنسانية.

إلا ان مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم خلط “الحابل بالنابل” عبر موقع “العهد” الإخباري وتبرّع بالدفاع عن وزير الثنائي محمد وسام المرتضى.

فلا نقاش في أن “الكنيسة الكاثوليكية تعتبر المثلية الجنسية أو اللواط أو المجامعة خلاف الطبيعة بين جنسين متشابهين خطايا من الكبائر”. كما ان كلام البابا فرنسيس الذي تمّ تحريفه وإجتزاؤه واضح حين قال إنه “إذا كان هناك من مثليين في العائلة لا يجب طردهم خارجًا، انما يجب التعامل معهم بطريقة انسانية وبالرحمة والمحبة وليس التشريع لهم… إنهم أناس لهم كرامتهم البشرية ولديهم حالة يجب احترامها والتعامل معها بشكل انساني، لكنه لم يشرع ولم يدعُ الى تشريع المثلية الجنسية أو أي شيء شاذ عن الطبيعة”.

يقول أبو كسم إن البابا لم يشرع هذا الموضوع بل دعانا للتعاطي معهم بإنسانية ومحبة وإحاطتهم ومساعدتهم للخروج من الحالة التي هم فيه. فهل إلغاء عقوبة السجن لسنة هو تشريع للمثلية أم تعاطي بإنسانية ومحبة؟! هل في الاساس، هذه العقوبة منعت المثلية؟!

يعتبر أبو كسم ان النواب “هم أحرار ولهم الحق بتقديم اقتراحات القوانين، لكن موقفنا واضح أن أي تعديل لهذه المادة بما يسهل أو يشرع المثلية الجنسية نحن ضده، وبالتالي لسنا أبدًا مع هذا الموقف ونترك للمجلس النيابي اتخاذ القرار الحكيم والواعي في هذا الشأن”. هل إطلع أبو كسم على الاقتراح المقدم؟! هل سأل عن الاسباب الموجبة؟! هل إستمع الى توضيحات النواب الموقعين عليه؟!

للأسف، بو كسم “مش فاهم كوعو من بوعو” أكان بما يتعلق بالاقتراح المقدم أو بدفاعه عما أسماه “تعرض وزير الثقافة لهجوم ومضايقات حول دفاعه عن القيم الانسانية والأخلاقية”، وإعتباره أنه “يقوم بواجبه مشكورًا ونحن الى جانبه في الدفاع عن القيم الانسانية والأخلاقية بما يحفظ المجتمع والشباب والعائلة اللبنانية”.

الاخطر إن كان “فاهم كوع من بوعو” ويتبرع بـ”تبييض الوجه” مع مرتضى وفريقه السياسي من جهة وبـ”خلط الحابل بالنابل” بين موقف الكنيسة الرافض للمثلية ولكن الداعي للتعاطي مع المثليين بطريقة انسانية وبالرحمة والمحبة وبين موقف النواب الموقعين على الاقتراح الذي يتكامل مع هذا الموقف ولا يتعارض معه بشكل يظهّر هؤلاء النواب كأنهم ضد الكنيسة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: