أضحى التعويل على دورٍ سعودي هو الأبرز أكثر من أي وقت مضى، خصوصاً أن للمملكة دور تاريخي في دعم لبنان على كل المستويات، ولهذه الغاية فإن الدلالات التي حملتها زيارة نائب حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري إلى دار سكن السفير السعودي في لبنان الدكتور وليد البخاري في اليرزة تؤكد المؤكد على أن المملكة مهتمة بوضع لبنان من جوانبه كافةً وتسعى لدعمه، ومن الطبيعي ليس كما قبل في ظل غياب الثقة بالمسؤولين اللبنانيين، والأمر عينه ينسحب على المجتمع الدولي برمّته ربطاً بالفساد والإرتكابات التي قامت بها المنظومة السياسية، لكن الرياض هي إلى جانب اللبنانيين في محنتهم وعلى هذه الخلفية ستكون زيارة منصوري إلى السعودية منطلقاً لدعم لبنان والقوى الأمنية وتحديداً إجتماعياً وإنسانياً، وهو أمر مستمر عبر مركز الملك سلمان للإغاثة وكذلك في إطار الصندوق السعودي الفرنسي المشترك.
أما على الصعيد السياسي، فإن زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى جدّة ولقاء التسعين دقيقة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من شأنه أن يفتح الآفاق للتهدئة على الصعيد اللبناني، حيث أن لطهران “مونَة” ودورٌ تجاه حزب الله، وهو الحليف العقائدي والإيديولوجي لهذا الحزب الذي يُعطّل الإستحقاق الرئاسي ويقوّض الأمن والإستقرار على الساحة الداخلية،.
من هذا المنطلق، فإن إهتمام الرياض بلبنان هو مسألة طبيعية، ولكن في ظل التطورات الأخيرة وترهّل مهمة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، فإن السعودية تبقى القادرة على مساعدة لبنان للخروج من أزماته.
